زين النقشبنديكثيرة هي المقالات والدراسات والوثائق والصور التي نشرت عن الشيخ محمود الحفيد وثورته وحكومته التي تشكلت في السليمانية، ومازال هناك الكثير من الاحداث والذكريات التي لم تكتب او تنشر لكونها اما حبيسة الصدور او الادراج.
فقد علمت مؤخرا ان العاملين في جريدة المدى الغراء بصدد اعداد ملحق اسبوعي عن الشيخ الحفيد ومن خلال هذه المناسبة فان لعائلتنا ذكرى لاتنسى وهي ان الشهيد علي احد اعمامي الذي استشهد في مهده في مدينة حلبجة اثناء ثورة الحفيد الاولى عام 1919م على الانكليز، جراء القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة حلبجة في تلك الايام، وعمي الشهيد علي هو توأم عمي الشيخ عبدالقادر ابن الاستاذ الملا عبدالله الشيخ قادر النقشبندي وبالمناسبة فان عمي عبدالقادر هو اول من تخرج على يد علامة العراق ومفتيها المرحوم الشيخ عبدالكريم المدرس- بيارة- عندما كان مدرسا في مدرسة بيارة.وقد كان المرحوم ابي المولود في مدينة حلبجة قرية عنب من اشد محبي الحفيد حيث كان –كما اذكر في صغري- يعلق له عدة صور على جدران منزلنا المتواضع، وكثيرا ما كان يحدثنا عنه وعن نضاله من اجل الاكراد، وكذلك كان يذكر نجله لطيف الذي كان له دور في انقاذ من حكم الاعدام لاشتراكه في كاورباغي الشهيرة ثم اشتراكه في التظاهرات التي حدثت في بغداد سنة 1948 ضد معاهدة بورتسموث حيث كان الوالد منسوبا في ذلك الوقت للحرس الملكي، وكما اذكر حدثنا عن عرضه على المحكمة العسكرية في الموصل التي كان حاكمها النعساني، وفي السنوات الاخيرة بعد ان اقيمت في مدينة السليمانية ندوة تذكارية عن الشيخ الحفيد، كان من ضمن ما نشر بهذه المناسبة البوم لصور الحفيد منها صورة تجمع عمي الكبير المرحوم الشيخ محمد في شبابه مع الحفيد وبعض الاعيان الاكراد ننشرها بهذه المناسبة مع وثيقة مهمة هي رسالة الشيخ الحفيد المرسلة عام 1923 الى قنصل الحكومة السوفييتية علما ان هذه الرسالة كانت قد نشرت كما مثبت في بعض اوراق الذكريات الخاصة بالوالد في جريدة النور في ستينيات القرن العشرين وهي تؤكد ان الشعب الكردي لم يكن بمعزل عن الحدث التاريخي العظيم المتمثل بقيام ثورة اكتوبر الاشتراكية قبل 92 عاما، فقد رحب بالثورة منذ البداية، ووجد في صوتها المدوي صوب الحرية الحقيقية، ومشعل التحرر من مخالب الطغاة والمستبدين، ومنذ الوهلة الاولى مد الشعب الكردي يد الصداقة والاخوة الاممية الى الشعوب السوفييتية واكد استعداده للتضحية في سبيل الحفاظ على تلك الصداقة، كما جاء في رسالة الزعيم الراحل الشيخ محمود الحفيد الى الحكومة السوفيتية، وهذه الرسالة تعتبر وثيقة تاريخية تؤكد ثورية القائد الكردي الراحل، ومدى ادراكه لعظمة واهمية ثورة اكتوبر الاشتراكية، وادراكه بان التضامن مع الدولة السوفيتية الفتية من شأنه ان يعزز ويقوي من نضال الشعب الكردي، وكان لهذا الوعي والادراك دوره الاساسي في ان ترتفع منزلة الشيخ محمود في انظار الشعب الكردي والشعوب الصديقة وان يحسب له الاعداء الف حساب.نص رسالة الشيخ محمود الحفيد في 30 كانون الثاني 1923 الى قنصل حكومة روسيا السوفيتية الفيدرالية في مدينة تبريز بأيران:الى حضرة سيادة قنصل حكومة روسيا المظفرة المجيدة في اذربيجانمع تأكيد احتراماتي ارسل تحياتي..في سنة 1917 عندما طرق سمع العالم صوت الحرية الحقيقية وتحرر الشعب من انياب ومثالب الطغاة والجناة المعلومين رحبت به جميع الشعوب والاقوام المستعبدة على وجه الارض ترحيبا كثيرا وقامت بالنضال والتضحية في سبيل الحرية متأملة من شرف وحسن نية الشعب الروسي تحقيق آمالها ومطاليبها. اما فيما يخص حقوقنا فمعلوم في اغلب الجرائد، كيف ان البريطانيين المتعطشين لسفك الدماء وامتصاص دماء الشعوب انزلوا على الشعب الكردي واطفاله تلك الضربات القوية والشديدة للغاية من المدفعية والاسلحة النارية والقنابل المحرقة دون تفريق بين النساء والاطفال والرجال وذلك في سنة 1919 اي قبل اربع سنوات، وعندما اراد الشعب الكردي المستعبد تحقيق حقوقه ومطاليبه الشرعية القانونية في عاصمة السليمانية ولسوء حظ الشعب الكردي فان الاوضاع الداخلية في حكومة روسيا المجيدة كانت تسير بشكل لا يسمح لها بأن تتعقب اوضاع الشعوب الاجنبية المستعبدة المضطهدة، ان هذه الحالة غايته حين تمكن – ولله الحمد- اني يكشف عند قدرته وعظمته.ان الشعب الكردي المستعبد المضطهد يتشرف في ان يراجعكم حول الامور التالية:*ان جميع شعب كردستان الجنوبية ميال جدا الى صداقة ومساعدة الحكومة الروسية المجيدة والى التضحية في سبيل هذه الصداقة وتنفيذها بالمال والانفس حسب ما تمليها عليه هذه الصداقة، مع العلم اننا نرجو من جانبنا كشرط اساسي وضروري الاعتراف رسميا بحقوقنا القومية والرسمية ولاجل اظهار علاقتنا هذه الى الرأي العام العالمي وتقوية قدرتنا ونفوذنا بصورة عامة واضعاف قدرة العدو نحتاج من جانبنا الى بعض المدافع والرشاشات والطائرات والاسلحة ومعداتها وتموينها وسيخبركم التفاصيل شفهيا القائد الخيال رشيد افندي وسكرتيري الخاص عارف افندي.واخيرا لنا الامل في ان تتحقق الحقوق القومية والقانونية للشعب الكردي الذي سيمد ال
الشيخ محمود الحفيد ذكريات ووثيقة
نشر في: 7 أكتوبر, 2009: 05:16 م