TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: لعيون القمّة

نص ردن: لعيون القمّة

نشر في: 21 فبراير, 2012: 08:15 م

 علاء حسن أعضاء في لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب،  اعترضوا على نية الحكومة إطلاق سراح معتقلين عرب مقابل ضمان الدعم الخليجي لعقد القمة العربية في بغداد، واشترطوا تفعيل مذكرات التفاهم المبرمة مع دول الجوار، المتضمنة تبادل المعتقلين، وخصوصا مع السعودية، لأنها مازالت تحتجز مواطنين عراقيين بتهم مختلفة، لاتقاس بالتهم الموجهة لسعوديين معتقلين في العراق،  صدرت بحقهم أحكام بالسجن لإدانتهم بارتكاب جرائم إرهابية .
ملف المعتقلين السعوديين في العراق كان بيد القوات  الأميركية، وعن طريق وسيط عراقي كان يشغل منصبا أمنيا في الحكومة السابقة تم تسليم المملكة العشرات من معتقليها، ووقتذاك  أكد وزير الداخلية السابق  جواد البولاني التعاون مع الرياض وعلى جميع الصعد لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين،  وما أكده الوزير السابق لم يتحقق  على ارض الواقع،  وظلت العلاقة  بين البلدين جامدة لم تتقدم خطوة إلى أمام بل تراجعت للوراء بفعل تباين المواقف حول العديد من القضايا .  ما ذكره أعضاء لجنة حقوق الإنسان  ومنهم مقررها حيدر الملا، والنائب عن كتلة المواطن علي شبر بخصوص تشكيل لجنة حكومية لبحث إمكانية إطلاق سراح أو تبادل المعتقلين مع الدول العربية، يأتي في إطار الحرص  الرسمي على تجميل صورة  "القمة العربية " المشوهة منذ عقود، ولم تنفع معها عمليات التجميل لإخفاء مظاهر الهرم والشيخوخة على القمم العربية منذ تشكيل جامعتها  في أربعينات القرن الماضي.الاهتمام الرسمي  بعقد القمة في بغداد نهاية الشهر المقبل يقابله تجاهل شعبي لأن العراقيين بعتقدون أن الأجهزة الأمنية ستفرض شبه حظر  تجوال، وستقطع الطرق والجسور، وربما ستقوم   أحزاب مشاركة في الحكومة بتحشيد قواعدها للوقوف على جانبي طريق المطار لاستقبال الوفود بسعف النخيل وأعلام العراق والدول العربية ومنها علم البحرين ،  المتوفر بكثرة هذه الأيام،   ومن المستفيدين من انعقاد  القمة  أصحاب المطابع  الذين استعدوا لطباعة آلاف الأعلام العربية  لصالح جهات حكومية وسياسية، لتكون بيد  المستقبلين، وهذا التوجه هو الآخر يكشف عن حرص جديد على بذل الأموال والغالي والنفيس من أجل "عيون القمة " لأن انعقادها في بغداد سيعيد للعراق دوره الفاعل في المحيط  المنجمد العربي ، على الرغم من أن معظم الدول العربية تشهد ارتفاعا ملحوظا بدرجات الحرارة .في قمة سابقة عقدت في العراق، سأل أحد الأشخاص وكان يعاني انقطاع البث بمتابعة الاحداث في الساحة العربية، عن الرئيس اليمني الأسبق عبد الله السلال، إن كان من بين الحاضرين، فأجابه احد رجال الأمن  وقتذاك :" ولك ياعلاليك "  لأنه فسر لقب الرئيس اليمني الراحل جمع "سلّة" مخاطبا السائل، "روح بدل دشداشتك الوسخة لاتفشلونا  كدام  أصحاب السيادة والجلالة والسمو من القادة العرب "  استجاب السائل لأمر رجل الأمن،  وأكد انه سيكون في مقدمة المستقبلين   للزعماء العرب ممنيا نفسه بأن يخرج المؤتمر بتوصية تمنحه دشداشة جديدة لخاطر "عيون القمة ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram