اغتيال توفيق الخالدي في مساء مثل هذا اليوم من عام 1924 اغتيل السيد توفيق الخالدي وزير الداخلية السابق وهو في طريقه الى داره في محلة جديد حسن باشا ببغداد . وكان لاغتياله دوي هائل في الاوساط كافة ، فالقتيل وزير بارز وشخصية اجتماعية معروفة ، وله بعض المواقف السياسية التي تتقاطع مع سياسة الدولة يومذاك ، على ان اخطرها ما اشيع انه من انصار الفكرة الجمهورية . وفي اليوم التالي من اغتياله نشرت الصحف البيان التالي :
بينما كان معالي توفيق بك الخالدي وزير الداخلية السابق ذاهبا الى داره مساء امس ، اذ بيد اثيمة اطلقت عليه اربع عيارات نارية فاردته قتيلا لساعته . وقد هرب الجاني حالا فاسرعت الشرطة بعد الواقعة ببضع دقائق ، ولكن رأت ان الرجل قد قضى ، وهرب الجاني وقد تبين من الكشف الطبي ان العيارات النارية هي من مسدس من نوع برونيك ، وان الرصاصات اجتازت ظهره الى قلبه حيث توفي حالا . وجهت اصابع الاتهام بصورة غير رسمية الى حاشية الملك فيصل ، كما وجهت الى نوري السعيد وجعفر العسكري ، ولا يوجد ما بدل على ذلك سوى تقولات واراء ، وقسم منها اشاعها خصوم هؤلاء . وقيل ان القاتل هو شاكر القرغولي ، بينما قال آخرون ان القاتل هو عبد الله سرية او ساعد القرغولي على التنفيذ . يذكر الاستاذ عبد الرزاق الحسني المؤرخ الثبت ان الخالدي شخصبة فذة وذو كفاءة نادرة ،وكان خصومه السياسيون يخشون باسه ويوجسون خيفة من قرب توليه رئاسة الوزراء ، فيحاول القضاء على طموحهم ويبدد احلامهم ، وقد يمهد لقيام حكم جمهوري في العراق . وقد تلقى قبيل اغتياله رسائل ودية غير موقعة ينصحه فيها اصحابها ان يحذر مؤامرة تحاك ضده ، وقد اطلع عليها المندوب السامي البريطاني . ان حادثة اغتيال الخالدي من الحوادث المثيرة والغامضة في تاريخنا الحديث ، ولم تزل مثار البحث والتحقيق .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 21 فبراير, 2012: 10:22 م