هاشم العقابي لا أعلم ان كان كل العراقيين مثلي، يضعون أيديهم على قلوبهم حين يتوجهون لفتح ايميلاتهم. فانا لا تفارقني "الله يستر" حالما انتهي من كتابة الباصوورد. اول التوقعات هو ان اجد ايميلي قد سرق مني، كما حدث معي مرارا. يكاد لا يمر يوم من دون ان أفاجأ برسالة من موقع "الهوت ميل" تقول: ان حسابك قد أغلق مؤقتا لانك تجاوزت عدد المرات المسموح بها لادخال الباصوورد بالخطأ، رغم اني لم أفعل ذلك ابدا. هذا اول برو.
أما التالي، فهو حين أباشر باستعراض أسماء المرسلين وعناوين رسائلهم. بعضهم صرت أتوقع ما سيكتبه بمجرد قراءة اسمه وذلك لكثرة الرسائل التي تأتيني منه يوميا. فصديقي اللندني صباح مرعي كالنحلة الدؤوب لا يبخل بين الحين والآخر على اصدقائه، خاصة كبار السن، بما يراه مفيدا. اغلب رسائله تهدف الى تنشيط الروح والجسد احيانا. احسبه وكأنه يريد ان يرجع الشيخ الى صباه. المشكلة هي ان الايميلات لا تصلح ما افسد الدهر حتى لو اكثر من ارسال صور الجميلات وافلامهن اضعافا مضاعفة. فمن مات مات يا دكتور. مع هذا يظل لايملاته المتنوعة وقع مفرح على النفس.وهناك مجموعة يبدو انها تخاف ان أنسى حزني فتمطرني بمجموعة ايميلات صباحية تجمعها ثيمة واحدة تقريبا: تعال وشوف عملات الوكت بينه. منها مثلا ايميل جاءني هذا الصباح يقارن بين حالتين. الاولى صورة لنهر الوند قبل ان تجففه ايران وثانية بعد التجفيف. وما احزن من ان ترى نهرا كان يفيض بالحياة ليصبح "دمعة" تكسر القلب. وصورة اخرى لزوجة مسؤول عراقي تضع اغلى النظارات على عينيها لتتجول في اجمل شوارع الغرب ترافقها طفلتها مرتدية اثمن واجمل الملابس. تحتها صورة لطفلة عراقية بملابس رثة لا يتجاوز عمرها السابعة هي وأخوها الاصغر منها، يجلسان عند حافة مزبلة وقد لفهما اليتم والجوع وفقدان المأوى.ولكي تكتمل سبحة الهم والغم، باغتني، البارحة، الصديق الكاتب علي السوداني برسالة موجعة يخبرني بها ان المطرب عبد الجبار الدراجي كمن له السرطان اللعين في موضع قريب من حنجرته وقد يودعنا بأي لحظة. يا كتر بالدلال خالي من العيوبوبيا مچان ايصير جرح اليجي النوب؟ اما "القلب الكبير"، وهو اسم انترنتي مستعار اختاره العزيز علي النجار، صديق ايام دراستي الجامعية، فقد كان كريما بنشر ما يراه يسر النفس أو يضحكها من نكات على أصدقائه. أرغمني، وانا المحزون، على ان اضحك حين اخبرني بان أحدهم سأل عراقيا: لماذا انتم العراقيون تجيبون على السؤال بسؤال؟ رد العراقي: منو كلك هالحچي؟وهكذا وجدت حالي اردد ما غنته مطربتنا زهور حسين، ربما قبل أن تلدني امي:آني اللي اريد احچي والعالم يسكتونينوبة اضحك ونوبة ابچي ذبلن بالبچي عيوني وكم تمنيت ان تكون، رحمها الله، حية لأسألها: ان كنت تبكين مرة وتضحكين في اخرى، وانت في زمن الخير، فماذا كنت ستقولين لو عشت حروب القادسية وأم المعارك وما تبعها من حصار، ثم الحواسم والاحتلال ومن بعدهما المحاصصة والشراكة "الوطنيتين"؟
سلاما ياعراق : نوبة أضحك .. نوبة أبچي
نشر في: 21 فبراير, 2012: 10:27 م