إحسان شمران الياسري عندما نتحدث عن المرأة وحقوقها وأدوارها, يجب ألا نغفل (ظاهرة العنوسة) المستشرية في كل المجتمعات, ومنها مجتمعنا العراقي.. ولهذه الظاهرة أسبابها ونتائجها. وغني عن القول, أن أسبابها اقتصادية واجتماعية وربما سياسية (عندما يتعذر على عضوة في البرلمان مثلا أن تحصل على زوج!)..
ولا تُستمد الأسباب الأصلية إلا من مسبباتها الفرعية..فيوم نتحدث عن الأسباب الاقتصادية للظاهرة, نجد ان الأسرة تتحمل جزءا من المسؤولية في عدم تهيئة جيل قادر على مواجهة الحياة وعبور الحالة التي عاشتها الأسرة.. وباستثناء الأسر الفقيرة المكافحة والشجاعة التي تقتطع من قوت يومها كي يصل أبناؤها وبناتها الى مستويات متقدمة من التعليم, فان معظم الأسر (تستسهل) حالة الفقر والبؤس, فتوطن أوضاعها عليها.وبدلا من الضغط على أبنائها للاستمرار بالدراسة, تجرهم الى ميادين العمل الرخيصة الأجر.. فيضيع مستقبل أبنائها. وعندما تأتي ساعات الحساب, ويصل الولد, والبنت الى عمر الزواج, وهو موضوعنا, تعجز الأسرة عن (التفكير) بتزويج ابنها, وتعجز أسرة أخرى عن التفكير بخطبة البنت الفقيرة.. كما يعجز الفقراء عن التقدم لخطبة البنات من الأسر الأكثر غنى ومن الموظفات وربات البيوت.وتتفاقم المشكلة عندما تصعد سقوف المطالب لذوي البنات فيترفعّن عن القبول بالشباب من الفقراء.. او قد يقبلن ولكن بشروط قاسية تحول دون إتمام القضية. وبين أن تقبل البنت او يقبل أهلها, يضيع الوقت المناسب للزواج, ويمضي العمر الجميل ثمنا لمقاييس ومعايير زائفة تتحمل المرأة الوزر المناسب منها.وكل ما عرضته السينما المصرية والهندية والتركية صحيح بالمطلق, حتى لو قلنا أنها مجرد أفلام.. فالشهامة التي تبديها بعض العائلات, لتجاوز الشكليات صحيحة, وهي موجودة في مجتمعنا أيضا, وسوء التصرف والظلم الذي تبديه عائلات أخرى موجود أيضا.. و (عجرفة) البنات موجودة..ما تحتاجه قضية المرأة لا تحصل عليه من قرارات سياسية او من مناصب رفيعة للمرأة.. بل من مشروع (نسائي) بامتياز لتعديل المفاهيم والسلوكيات.. للدخول مباشرة الى البيوت وتثوير الأسرة للقبض على الرجال متلبسين بظلمهم وبالقلاع التي شيدتها لهم المرأة.وعندها تتحول العلاقة الأسرية الى صداقة بين الزوج وزوجته ومع بناته, وبين الأولاد والبنات.. فتفصح البنت عمن تحبه ومن لا تحبه, ويفعل الولد كذلك..
على هامش الصراحة :عن المرأة.. ظاهرة العنوسة (2)
نشر في: 21 فبراير, 2012: 10:34 م