ان في احياء ذكرى الشيخ محمود الحفيد دروساً قيمة بالنسبة لنا، فقد تعرضنا نحن الكورد الى حيف كبير عبر التاريخ ونحن بدورنا الحقنا الغدر بتاريخنا ايضاً. فبعد الحرب العالمية الاولى حين رسمت الحدود الجديدة في المنطقة الحق غدر كبير بالكورد لانهم لم يستفتوا حول رغبتهم في الاستقلال أو ان يكونوا مع هذا أو ذاك
ولكن في تلك الفترة خاض الكورد الثورة وناضلوا نضالاً مريراً من اجل تأسيس دولة لكوردستان ورغم ان تلك الدولة استمرت لفترة قصيرة ولكن تحققت هذه الامنية اول مرة وتأسست دولة كوردستان المستقلة غير ان الاعداء حاولوا اسقاطها مبكراً بيد انها اصبحت حقيقة وبقيت حية في اذهان الكورد وستبقى حية مع ديمومة الحياة، وعندما عاد البارزاني من السليمانية الى منطقة بارزان عام 1943 لم يكن بامكانه العودة من دون ارشاد الشيخ الحفيد وتعاون نجله الكريم الشيخ لطيف وكان احد المريدين المخلصين للشيخ الحفيد واسمه (حمه بيزه) الذي وافته المنية قبل سنوات قليلة قد رافق البارزاني الراحل كدليل لحين ايصاله الى اشخاص مخلصين اخرين في اطراف (سابلاغ) مهاباد وكانت هذه العلاقة قديمة وتعود الى زمن الشيخ عبدالسلام الراحل مع الشيخ الحفيد وستدوم هذه العلاقات الى ابد الدهر.. ان قادتنا قد اضناهم التعب فمنهم من لقي عقوبة الاعدام أوتشرد أو نفي أو استشهد أو وافته المنية في غياهب السجون، صحيح انهم لم يروا في حياتهم هذا اليوم الذي تحقق لنا بفضل نضالهم وكفاحهم غير ان نضالهم وتضحياتهم هذه قد علمتنا اموراً كبيرة وهي ان الحياة تعني الثبات ولو لدقيقة واحدة على ذرى المجد والعز فيما ان الحياة بذل هي الموت بعينه والعيش الكريم يكمن في الموت من اجل الشعب والوطن وان المكاسب المتحققة اليوم لهي ثمرة نضالهم ونضال الشهداء الذين ضحوا بانفسهم وعلينا اليوم حمايتها ويتحقق ذلك بوحدة صفوفنا،.
في ذكرى الشيخ الحفيد
نشر في: 7 أكتوبر, 2009: 05:24 م