TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث:هل تقايض إيران مشروعها النووي بالنظام السوري؟

في الحدث:هل تقايض إيران مشروعها النووي بالنظام السوري؟

نشر في: 21 فبراير, 2012: 10:42 م

 حازم مبيضين عنوان هذا المقال, هو سؤال تطرحه التطورات المقبلة على الساحة الإيرانية, وأهمها الانتخابات البرلمانية التي أعلن الاصلاحيون مقاطعتها, وبما يعني أن حكومة محمود أحمدي نجاد ستجد نفسها وقد ازدادت ضعفاً, مع ما سيرافق ذلك من نتائج العقوبات الدولية المفروضة على إيران,
 والتي هبطت بمستوى حياة المواطن, وأفقدت العملة الايرانية الكثير من قوتها الضعيفة أصلاً , ولسنا هنا بصدد استعراضات القوة التي تلجأ إليها طهران في مضيق هرمز, أو عند السواحل السورية في البحر الابيض المتوسط, فالمعروف أن هذه ليست أكثر من مجرد استعراضات, الهدف منها الدعوة مجدداً للحوار مع العالم الغربي, الرافض لامتلاكها قوةً نوويةً تغير ميزان القوى في منطقة شديدة الحساسية, لامتلاكها الخزان الأكبر الذي يغذي العالم بحاجته من الطاقة. لابد من الإشارة إلى أن السياسة الإيرانية تسير على نهج البازار في المساومة, لتجني أكبر قدر من الربح, بغض النظر عن الشعارات المرفوعة بقصد الاستهلاك, وبكلام آخر يمكن وصفها بأنها براغماتية بامتياز, وبما يعني أنها تتعامل مع ما يجري في بلاد الشام باعتباره ورقة للمساومة وجني المصالح, وليس صحيحاً أنها تنطلق في موقفها من مفهوم الممانعة وكراهية إسرائيل, وهي وإن كانت تقف اليوم في صف الدول المؤيدة للنظام السوري أو الرافضة لتغيير دراماتيكي لرئيسه, فإنها تنظر بعيون مفتوحة إلى مواقف موسكو وبكين, وهما تبحثان عن مصالحهما, وتتخذان موقفاً مناوئاً لمعارضي النظام السوري, انطلاقاً من رغبتهما في تأكيد حقهما في المشاركة الفعلية في القرار الدولي تجاه مختلف القضايا, وعدم ترك واشنطن تستفرد وحدها بذلك القرار, غني عن القول هنا أن مجمل الدول الغربية تسير في الفلك الاميركي بتبعية واضحة, وبما يعني أنها ليست شريكة في صنع القرارات بقدر ما هي أرقام في آلة الحساب الأميركية. ثمة متغيرات أخرى ترقبها إيران بيقظة وحذر, ابتداءً بخروج الأزمة السورية من تحت عباءة مجلس الأمن الدولي إلى فضاء الجمعية العامة, التي اتخذت بعيداً عن التهديد بالفيتو قراراً ليس في صالح دمشق, حصد ما يقرب من 140 صوتاً, مروراً بتصلب غير معهود تنتهجه جامعة الدول العربية بتأثيرات خليجية, ومحاولات توحيد صوت معارضي الأسد ليتمكنوا من الحصول على دعم مادي لحراكهم ضده, واستمرار وتصاعد العمليات العسكرية في أنحاء سورية كافة, سواء من قبل النظام أو معارضيه, وليس انتهاءً بمؤتمر أصدقاء سوريا الذي تحتضنه تونس, وهي متغيرات ليست في مصلحة تحالفها مع النظام السوري, فهل يمكن لكل هذا أن تسعى طهران لتغيير مواقفها من دمشق في مقايضة بازارية للحفاظ على برنامجها النووي, الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram