قيس قاسم العجرش لا أعرف من هو صاحب "مخترع"تصنيف العمل السياسي الى ملفات ، وبالتالي يركن واحداً ويفعـّل الثاني بينما يشغل الناس بالملف الثالث أو يتحدى خصومه السياسيين بالملف الرابع وهكذا . إحدى نتائج هذه"الفهلوة"السياسية أننا لن نتمكن من نقد الكليات طالما أن العمل(المشكلة) تم تقسيمه إلى جزئيات
على شكل ملفات، بعضها يتعلق تبريره بالآخر فإذا ما تعرضنا الى التفصيل قيل لنا انتظروا ..لنحل مشكلة"الملف" الفلاني أولاً قبل ان نخوض في التفاصيل.حالة التعمية والتشويش الذهني هذه هي أبرع ما صدر لحد الآن من الكتلة السياسية ...ماذا؟ أي كتلة سياسية؟.لا حاجة لتسمية كتلة سياسية بعينها تكون مسؤولة عن ترويج هذا النمط لأنه عرفٌ صير اليه بالتعاضد والتكاتم والتواطؤ بين كل الكتل السياسية بلا استثناء.وافق الجميع على هذه الأفعوانية في التعامل مع المواطن وتخبيص ما يصل الى مسامعه وتعمد الفوضى في الكلام والمسؤولية على أمل أن يصل أحدهم الى مركز القوة فيجني هو وحده لا غيره نتائج حرب الإعلام هذه .حصاد الغش سيأتي على شكل عدمية ولا اكتراث في التعامل ، وهي حالة تعتبر جُنة عمل للسياسيين خاصة من نمط الذين سقطوا على رؤوسنا.وبالعودة الى ملفات هذه الأيام السيئة ، الطويلة ، هل يمكن أن يتوفق أحد منا ليجيب عن السؤال اللغز التالي :ما هو اسم الملف الذي تمكنت الكتلة السياسية (الموحدة في أساليبها المتفرقة بأسمائها)من حسمه وتقديم نتائج التقييم على صفحة واقعية للناس؟.الجواب هين كما هي هيـّـنة قضية التلاعب على دراك الناس، لا ملف ينطبق عليه هذا الوصف الحاسم.وعليه، فإن مطالبة من يتكلم بلغة الملفات أن يقدم كشفاً بما سار اليه العمل في إحداها على الأقل هي أقل مطالب الناس اليوم.لن يهمنا أن يتحسن الوضع الأمني لكن من المهم أن نعرف من أجج نار الفتنة وحصد بذار القتل على شكل مناصب ومنافع طويت تحت بند "التوافق"السياسي.لن يهمنا أن تتوفر في محطات الوقود أنواع المحروقات اليوم، لكن يهمنا أكيداً ان نعرف من كان يسرق الوقود وأمواله على مدى سنوات كنا ندفع أثمانها وقوفاً في الطوابير وعرقلة في الحياة اليومية ، كما لن يهمنا اليوم ان يرمى بمجرم كبير في السجن حتى وإن كان له عنوان سياسي رنان، وإن كان يقود الغرائز الجماهيرية قبل أسبوع فقط ، لن يهمنا هذا ..المهم أن نعرف بوضوح من فعل ومن قتل ومن سكت ومن استثمر في بحيرة الأسماك هذه التي تتغذى على الدماء ...الحال أكبر خراباً من ملف يحسم لأن كل الملفات "مدينة" والدائن لا أعرف له اسما إلا ..كل العراقيين.
تحت الضغط العالي: ملف هنا وملف هناك
نشر في: 21 فبراير, 2012: 10:48 م