علاء حسن في زيارته الثانية لوطنه بعد سقوط النظام ، واثناء لقاء الاهل والاقارب وابناء العمومة في احدى نواحي محافظة ذي قار ، قال شاكر بن موحان ان مستقبل العراقيين مظلم، لانهم يصرون على دعم وتأييد جهات سياسية واخرى دينية وصلت الى السلطة عن طريق المصادفة نتيجة دوافع طائفية ومذهبية ، المستمعون لمحاضرة "شكير" المصرون على مناداته باسمه بصيغة التصغير ، استغربوا اطروحاته السياسية ، ولاسيما انهم يعرفونه بانه ترك العراق مطلع عام 1991 ،
وكان صغير السن ، ومن دون تحصيل دراسي ، وحالفه الحظ بالحصول على لجوء انساني في السويد ، ولكنه طيلة سنوات الحظر الاقتصادي كان يعين اسرته بارسال 200 دولار شهريا ثم تضاعف المبلغ ، وتبين فيما بعد ان "شكير" ولخبرته ، وصفته السابقة بكونه اشهر مطيرجي في الناحية ، تم اختياره من قبل بلدية سويدية ليقوم بمخاطبة الطيور بلغة الصفير ، وبصفارة واحدة تهبط ثم تطير ، فتحلق في السماء وتعود ثانية لتحط وسط الحديقة وسط اعجاب الحاضرين ودهشتهم وخصوصا الاطفال ، وهؤلاء كانوا يمنحون المطيرجي المغترب المال والهدايا ، ومما عزز الاعجاب بشكير نشر صحيفة محلية قصته مع صوره واشادة الجمهور بموهبته .في الزيارة الاولى في العام 2004 اقتصر نشاط شاكر على لقاء الاهل والاقارب ، وعرض ما نشرته عنه الجريدة ، لكنه في الزيارة الثانية وبالتحديد قبل اسبوعين ، اخذ على عاتقه مهمة تثقيف القوم بمبادىء الديمقراطية ، واختيار القرار المناسب لحظة الادلاء بصوت الناخب لاختيار مرشحه سواء في البرلمان او مجالس المحافظات ، وحديثه كان مصحوبا بشواهد شفوية عن امتلاك مسؤولين وسياسيين عقارات ومصالح تجارية في دول الجوار ، ومعلوماته بخصوص ذلك حصل عليها من عراقيين مقيمين في تلك الدول ، وخلال مواصلة محاضراته اليومية ابدى اسفه لمستقبل العراقيين ، لانهم باعتقاده لم يحسنوا اختيار القرار المناسب لحظة الاقتراع ، وما ذكره ايضا، ان النخب السياسية وبكل قواها واحزابها الدينية لو كانت في اليابان لما استطاع هذا البلد المعروف بالتطور التكنولوجي صناعة برغي واحد ، واثناء استعراض شاكر بن موحان اسباب التخلف في وطنه والمنطقة العربية والاسلامية ، صاح بوجهه احد كبار القوم :" ولك شكير لاتسربت " يعني لا تخربط بالحديث وتربط الدين بالسياسة والتطور " كلك مطيرجي وبارك الله بيك ساعدتنا بالايام السودة "، لم يرد شاكر على محدثه لانه تعلم في سنوات اغترابه قبول الرأي الاخر والتعامل معه بهدوء وحكمة ، لكنه واصل الحديث عن تطور البلدان الاخرى على الرغم من ان شعوبها لا تعتنق الديانة الاسلامية ، ومع ذلك فهي تحرم الكذب ، وتفي بالوعود والمواعيد ، وتعشق النظافة ، ودفعت الضرائب لتوفير المنح المالية لطالبي اللجوء الانساني منذ عشرات السنين ، وفوق هذا وذاك تمتلك صناعة متطورة لان نخبها السياسية القليلة جدا تتمسك ببرامج ثابتة لخدمة مصالح مواطنيها ، وانهى شاكر حديثه بانه تراجع عن فكرة حصوله على شريكة حياته من بنات القرية ، فعاد الى السويد تاركا نصيحة بين اهله تتعلق بسر صناعة البراغي في اليابان.
نص ردن :نصيحة مطيرجي مغترب
نشر في: 22 فبراير, 2012: 07:55 م