TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن :نصيحة مطيرجي مغترب

نص ردن :نصيحة مطيرجي مغترب

نشر في: 22 فبراير, 2012: 07:55 م

 علاء حسن في زيارته الثانية لوطنه بعد سقوط النظام ، واثناء لقاء الاهل والاقارب وابناء العمومة في احدى نواحي محافظة ذي قار ، قال شاكر بن موحان ان مستقبل العراقيين مظلم، لانهم يصرون على دعم وتأييد جهات سياسية واخرى دينية وصلت الى السلطة عن طريق المصادفة نتيجة دوافع طائفية ومذهبية ، المستمعون لمحاضرة "شكير" المصرون على مناداته باسمه بصيغة التصغير ، استغربوا اطروحاته السياسية ، ولاسيما انهم يعرفونه بانه ترك العراق مطلع عام 1991 ،
 وكان صغير السن ، ومن دون تحصيل دراسي ، وحالفه الحظ بالحصول على لجوء انساني في السويد ، ولكنه طيلة سنوات الحظر الاقتصادي كان يعين اسرته بارسال 200 دولار شهريا ثم تضاعف المبلغ ، وتبين فيما بعد ان "شكير" ولخبرته ، وصفته السابقة بكونه اشهر مطيرجي في الناحية ، تم اختياره من قبل بلدية سويدية ليقوم بمخاطبة الطيور بلغة الصفير ، وبصفارة واحدة تهبط ثم تطير ، فتحلق في السماء وتعود ثانية لتحط وسط الحديقة وسط اعجاب الحاضرين ودهشتهم وخصوصا الاطفال ، وهؤلاء كانوا يمنحون المطيرجي المغترب المال والهدايا ، ومما عزز الاعجاب بشكير نشر صحيفة محلية قصته مع صوره واشادة الجمهور بموهبته .في الزيارة الاولى في العام 2004 اقتصر نشاط شاكر على لقاء الاهل والاقارب ، وعرض ما نشرته عنه الجريدة ، لكنه في الزيارة الثانية وبالتحديد  قبل اسبوعين ، اخذ على عاتقه مهمة تثقيف القوم بمبادىء الديمقراطية ، واختيار القرار المناسب لحظة الادلاء بصوت الناخب لاختيار مرشحه سواء في البرلمان او مجالس المحافظات ، وحديثه كان مصحوبا بشواهد شفوية عن امتلاك مسؤولين وسياسيين عقارات ومصالح تجارية في دول الجوار ، ومعلوماته بخصوص ذلك حصل عليها من عراقيين مقيمين في تلك الدول ، وخلال مواصلة محاضراته اليومية ابدى اسفه لمستقبل العراقيين ، لانهم باعتقاده لم يحسنوا اختيار القرار المناسب لحظة الاقتراع ، وما ذكره ايضا،  ان النخب السياسية وبكل قواها واحزابها الدينية لو كانت في اليابان لما استطاع هذا البلد المعروف بالتطور التكنولوجي صناعة برغي واحد  ، واثناء استعراض شاكر بن موحان اسباب التخلف في وطنه والمنطقة العربية والاسلامية ، صاح بوجهه احد كبار القوم :" ولك شكير لاتسربت " يعني لا تخربط بالحديث وتربط الدين بالسياسة والتطور " كلك مطيرجي وبارك الله بيك ساعدتنا بالايام السودة "، لم يرد شاكر على محدثه لانه تعلم في سنوات اغترابه قبول الرأي الاخر والتعامل معه بهدوء وحكمة ، لكنه واصل الحديث عن تطور البلدان الاخرى على الرغم من ان شعوبها لا تعتنق الديانة الاسلامية ، ومع ذلك فهي تحرم الكذب ، وتفي بالوعود والمواعيد ، وتعشق النظافة ، ودفعت الضرائب لتوفير المنح المالية لطالبي اللجوء الانساني منذ عشرات السنين ، وفوق هذا وذاك تمتلك صناعة متطورة لان نخبها السياسية القليلة جدا تتمسك ببرامج ثابتة لخدمة مصالح  مواطنيها ، وانهى شاكر حديثه بانه تراجع عن فكرة حصوله على شريكة حياته من بنات القرية ، فعاد الى السويد تاركا نصيحة بين اهله تتعلق بسر صناعة البراغي في اليابان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram