في مثل هذا اليوم من عام 1936 رحل الشاعر العراقي الكبير جميل صدقي الزهاوي، احد اركان نهضة العراق الفكرية واحد ابرز الوجوه التنويرية المتحررة ، فضلا عن مساهماته العلمية والفلسفية الجديرة بالتقدير والتنويه والتحقيق . ولد جميل صدقي عام 1863 في بغداد في اسرة علمية كبيرة ،
اذ كان ابوه الشيخ محمد فيضي الزهاوي مفتيا لبغداد لفترة طويلة وتولى المنصب من بعده الاخ الاكبر لشاعرنا، والاسرة الزهاوية من الاسر الكردية وتنتمي الى الاسرة البابانية التي حكمت السليمانية وانحاءها لعدة قرون ويقول جميل صدقي : ان لقب الزهاوي جاء بعد ان سافر جدي احمد بك الى زهاو في الاراضي الايرانية فسكنها وتزوج زهاوية ولدت له ابي، ولما عاد الى السليمانية لقب بالزهاوي. نشأ مع والده وتعلم العلوم الدينية واللغوية والادبية ، وكتب الشعر وهو في العشرين من عمره فذاع امره . مال الى الفلسفة والعلوم الحديثة، ومن كتبه في ذلك: المجمل مما ارى، الجاذبية وتعليلها، الكائنات. ومنذ البدء كان متحررا وساخرا من التقاليد البالية، فناصر حرية المرأة ، وهو اول عراقي كتب بهذا الموضوع في السنوات الاولى من القرن الماضي، وكادت حياته تنتهي بسبب ذلك. تولى مناصب قضائية و تدريسية في العهد العثماني الاخير، واصبح في العشرينات ثاني اثنين مع الرصافي في زعامة الحركة الفكرية في العراق، وعين عضوا في مجلس الاعيان عام 1925. واصدر مجاميع شعرية عديدة تؤرخ سيرته الادبية بكل دقة ، واشتهرت معاركه الادبية مع الرصافي والعقاد وغيرهما مما كان لها الاثر الكبير في دفع الحركة الفكرية الى الامام.رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: رحيل الشاعر الزهاوي
نشر في: 22 فبراير, 2012: 08:37 م