TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة: زكــــــــــي

السطور الأخيرة: زكــــــــــي

نشر في: 22 فبراير, 2012: 08:43 م

 سلام خياطأؤمن بسطوة الروح ، وخــور الجسد .أرقبه مليا : بضعفه وهشاشته  مهما أوتي من صلابة  في العظم أو العضل. وأرثي للذين يمجدون أجسادهم دون عقولهم ، ويتباهون .أؤمن  بتوارد الخواطر  قبل قراءتي كتب التخاطر،  أؤمن بتقلب  القلوب ، ومعانقة الروح للروح،، فما تقابل منها ائتلف  وما تنافر منها اختلف
.. أؤمن بالذبذبات الأيونية غير المنظورة لعيان البشر، الهائمة في مدارج الفضاء ، وفاعليتها وتأثيرها على العلاقاتألف  ألف  اعتقاد إيجابي ، أ حفظه طي صدري _ تميمة _  لا يلمحها أحد ،  لئلا  يعيرني— بجهلي وتخلفي  أحد  ....الحالة الغريبة التي صادفتني قبل أسابيع ــ لم أجد لها تفسيرا  مقنعا .. هل هي صدفة محضة؟ هل هي همهمات  وتسابيح روح تعالت وتسامت ، وغادرت مثواها الأرضي محلّقة  نحو عليين ؟                                                                                   أم  هي  محض صدفة أن أغيب عن مكتبتي ببغداد طوال ربع قرن،، وحين تعانق عيناي محتويتها _ عناق متيم_قبل أسبوع فلا أجدني ، إلا أن أطاوع يدي التي تتسلل لكتاب علاه الغبار – مركونا في أقصى زاوية :الوقوف في المحطات التي فارقها القطار ) أفتح الصفحة الأولى ، فيتناهى لحواسي  شذا مبهم ، تختلج أمام ناظري كلمات الإهداء ..(مع كل حلاوة التمر البصري،، إلى سلام خياط ، مع كل إعجابي ) التوقيع زكي الجابر..التاريخ –5 –7 – 72..... تساءلت : أين تراه  الآن؟؟صدقوني .. في ذات المساء أقرأ نعي زكي الجابر  عبر سطور وفاء  كتبها تلميذه البار  عدنان حسين في المدى.أردد معه نبضاً من قصيدته :  تخنقني عبرة ،،أحلم بالخصب وبالخضرة ،، ( أحلم بالبصرة ) . حبيبتي عشقت عينيك وأوطاني .....تذكروا زكي الجابر ‘ كلما غابت شمس ، وناحت حمامة، كلما ضوّع  طلع على هامة نخلة ،أو فاح أريج القداح في بساتين البصرة   فقد كان شهما، ونبيلا . وأصيلا آثر الانزواء  لئلا تلوّثه الادعاءات و شعارات الزيف التي رفعها ويرفعها الأفّاكون  ، نبيلا كان .. في زمن توارى فيه النبلاء في محبس الصمت ، أو مكمن الموت .زكــــــــــــي ... هلا ودّعت محبيك قبل الرحيل ؟؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram