كتابة ورسم عدنان أبو زيديمن قروسطي، في القرن الحادي والعشرين، ينجب رئيسا لاحقا، وينبذ رئيسا سابقا. أنه عبد ربه منصور هادي، أول رئيس (لاحق) في آخرة العرب، لشعب متهم بالكسل من تأثير الأوداج المنفوخة بالقات، لكنه سريع الإِلْقاح.والمفارقة تكمن ان الرئيس اللاحق كان دوما الظل للرئيس السابق علي صالح، مريده، وتابعه، فما الذي تغير إذن؟
يقول صالح في هذا: يطمئن قلبي اليوم على اليمن بعدما خلفني عبد ربه.لكن المعارضين يقولون: اشترى صالح بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن مات الواحد بقي الآخر.ثمار قديمةولاغرو في ذلك، فقد مكث الرجل اليمني الجديد في الفيء بالعَشِيِّ والظِّلُّ بالغداة تحت شجرة النظام القديم نحو ثلاثة عقود، وبالتالي فقد آلت سلة الثورة اليمنية إلى ثمار قديمة.لكن لماذا يكون عبد ربه اللواء السابق في الجيش، المرشح الوحيد لخلافة صالح، وأين مضى الموج السياسي برجالات الثورة، نسائها وشبابها؟توافقيوالجواب لدى يمني، أن بلاد القات في حاجة الى رئيس توافقي، لدرء الفوضى ومواجهة تحديات اقتصاد منهار و تهديدات القاعدة وكبح جماح مشاعر انفصالية في الجنوب ومتمردين حوثيين في الشمال.يمني آخر يرى النقيض، فالنظام الجديد يرتدي ثوب إمبراطور على هياكل مسحوقة لثوار ومنتفضين.جنوبي، قبلي، اشتراكيوعبد ربه جنوبي، لكنه فرش بساطا اخضر تحت قدمي صالح الحشود على جنوبيين اشتراكيين انفصاليين، حتى آل الأمر إلى اتحاد العام 1990.أهو قبلي، نعم. تكنوقراط، نعم. اشتراكي، نعم. ومن كل ذلك يمزج عبد ربه خلطة تصلح لكل الأزمان، فقربه صالح، ولم يكرهه الجنوبيون.يصح القول أن عبد ربه رئيس انتقالي، يقود سفينة مضطربة الجوانب،في بدنها ثقوب الدستور وانتخابات تعددية في غضون عامين، لكنها سفينة مازالت توجه من قبل أبناء صالح وأقاربه، وتعوم تحت أمواج مناهضين للرئيس السابق من معارضين وقبليين.فراء علي صالح عبد ربه إذا، بين نارين، تركة صالح و أنصاره، وثوار يتطرفون في المطالب، لكنه إما أن يستجيب إلى إرادة التغيير والتصدي لأصحاب النفوذ أو يرتدي فراء علي صالح فيُنبذ هو الآخر.إعادة هيكلةوعلى رغم حرصه طيلة الفترة السابقة على الوقوف في وسط المركب لضمان التوازن، فانه في النهاية سيتخذ قرارات مثيرة للجدل.يتوقع خبراء الشأن اليمني أن تتأزم علاقة عبد ربه بحلفاء لصالح الذين سيفقدون مناصبهم بعد تسليم السلطة، كما أن إعادة هيكلة القوات المسلحة ستخلق له المزيد من الأعداء.وكان عبد ربه أطبق بالون اختبار، فحين كُلّف بمهام القائم بأعمال الرئيس، سيطر احمد نجل صالح وهو قائد الحرس الجمهوري على القصر الرئاسي تحسبا لأي احتمال.منضدة الرملكيف يقيم عبد ربه نفسه، اهو من زمرة صالح، يجيب لا.اهو من الثوار، يجيب لا.لكنه يؤكد انه صاحب علاقات وتجربة ولن يسمح لنفسه ان يكون ضعيفا سياسيا.سيرة عبد ربه تختصره في حياة العسكر، درس التكتيتات الحربية في بريطانيا، حين كانت عدن مستعمرة تابعة للتاج البريطاني، كما اعد دراسة عن استراتيجيات الدفاع اثناء دراسته في موسكو. يقرأ السير الذاتية للقادة وطموحه لا يتجاوز منضدة الرمل في التمرين.نمو الأظافرعبد ربه يرتدي اليوم أحذية خشبة الظهر تقيه من مزالق سياسية متوقعة، وسيحذر كثيرا محاولا قدر المكان الاكتفاء بخطة اصلاح متفق عليها.معارف له يرون أن عبد ربه المسالم سيقاتل بأظافر ستنمو بعد حين،لاسيما وان تحليل شخصيته التي نشرتها صحيفة الأضواء اليمنية في 13 شباط، تختصره في رجل مطبق الشفتين، قلما يرد على الهجمات بمثلها. أقصى مناه أن يترك لشأنه. صبور كثير الاحتمال يتظاهر بالبرود التام وقتا طويلا ثم ينفجر لأتفه الأسباب.
عبد ربه.. رئيس لاحق بفراء سابق
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 22 فبراير, 2012: 10:13 م