TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: هادي بعد صالح.. عهد جديد أم استمرارية مقنعة ؟

في الحدث: هادي بعد صالح.. عهد جديد أم استمرارية مقنعة ؟

نشر في: 22 فبراير, 2012: 10:16 م

 حازم مبيضينهل يمكن النظر إلى الانتخابات الرئاسية في اليمن الثلاثاء الماضي, وفيها مرشح وحيد لمنصب الرئيس هو عبد ربه منصور هادي, المعروف بأنه حليف تاريخي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح, وهو ضامن للفوز على خلفية المبادرة الخليجية, باعتبارها خطوة تقلب صفحة حكم صالح، أو أنها استمرار لحكمه تحت مظلة جديدة,
 يفردها هادي على جموع اليمنيين المثقلين بالفقر, والمثقلة بلادهم بالأطماع الخارجية المتنوعة, والمهددة بنشوب حروب أهلية متنقلة, مابين الحوثيين والقاعدة والحراك الجنوبي, والمخاوف من العودة لتقسيم البلاد بين شمال وجنوب, والواقعة تاريخياً تحت وطأة القات الذي لايكاد بيت يمني يخلو منه, وهي الوحيدة في العالم التي يحمل كل فرد فيها سلاحه الشخصي, الجاهز للقتال في كل وقت ومكان. هل يمكن تسميتها انتخابات, وهل هي نزيهة وشاملة مع ما رافقها من أعمال عنف في الجنوب, أسفرت عن عشرة قتلى, وعرقلت عمليات التصويت, ومقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في الشمال, برغم الترحيب الأميركي بتنظيمها, وتهنئة واشنطن للشعب اليمني على هذا (الإنجاز), مع صرف وعود غامضة بالوقوف إلى جانبه خلال المراحل المقبلة, وهل يمكن اعتبار اليمن أول دولة في الربيع العربي تشهد انتقالاً (سلمياً) للسلطة, وبحيث لم يقتل الرئيس أو ينفى أو يحاكم, وهل كان هدف الثورة التي استمرت شهوراً طويلةً من المعاناة, هو تغيير الوجه المحروق لصالح بوجه واحد من حلفائه, مع الحفاظ على طبيعة نظامه, أم أن الهدف كان وما يزال تغيير بنية النظام, وكنس كل الذين كانوا من أعمدته.  صحيح أن الإقبال على التصويت كان كبيراً, لكن ما يجب استخلاصه من ذلك هو أن اليمنيين تواقون لشطب اسم صالح من تاريخهم, وليس لأنهم يثقون بهادي, الذي كان أحد أعمدة نظامه, وساهم بفاعلية في منحه حصانة من الملاحقة, على الجرائم التي  ارتكبها بحق شعبه, ولعله بذلك كان يحصن نفسه أيضاً, فهو شريك كامل الدسم لرئيسه المخلوع, والمهم اليوم أن فترته الانتقالية التي تستمر سنتين, ستكون تحت مراقبة حثيثة من شباب الثورة, المصممين على تحقيق أهدافها, وهم قادرون بعزيمتهم وإصرارهم على إسقاطه, وإسقاط حكومته, إن لم يعمل على تحقيق أهداف الثورة، وينتقل بالبلاد إلى مرحلة الدولة المدنية الديمقراطية, غير المرتهنة للأجندات الخارجية, وهو ما لايبدو حتى اللحظة. من أين سيستمد الرئيس الجديد لليمن شرعيته وقوته؟  الإجابة واضحة ومحددة, فالذي أتى به رئيساً هو من سيمنحه ذلك, وهو في هذه الحالة وقبل (الانتخاب – الاستفتاء)  التوافق الإقليمي الأميركي على دعمه وإيصاله لموقعه, في مسعى للحفاظ على سياسة اليمن الخارجية, كما كانت في عهد صالح, ولكن ماذا عن السياسات الداخلية, التي من أجل تغييرها بالأساس ثار اليمنيون وقضوا ما يقارب السنة في ساحات الاعتصام, وقدم الكثير منهم روحه للوصول إلى الهدف المنشود, وهل يمكن لهادي أن يقلب الصورة من الأسود إلى الأبيض, في حين مايزال أنصار صالح يمسكون بمفاصل الدولة والجيش وقوى الأمن, تلك أسئلة تحتاج الإجابة عليها بضعة شهور من الاختبار, تظل فيها أعين الثوار مفتوحة, وعقولهم يقظة, وتظل فيها ساحات الحرية مفتوحة لاستقبالهم من جديد, إن رأوا في هادي اعوجاجاً ليقوموه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram