بغداد/المدىتصوير/سعدالله الخالديعادت باصات مصلحة نقل الركاب الى العمل من جديد، وباتت تتنقل بين مناطق بغداد، فاعادت الينا أياما ماضية. يقول علي رسن سهر ابو نور 60 عاما يعمل جابياً منذ 30 عاما في مصلحة نقل الركاب: بالرغم من وجود ارباك في الوقت الحالي في عملنا، الا اننا نشعر بسعادة فيه بعد عودة الباصات بألوانها الزاهية الجديدة.
مضيفا ان العمل بالبطاقة هو افضل ولكن فيه بعض العقبات بسبب تحميل اجور البطاقة وقلة الركاب وندفع من رواتبنا لنكمل النقص في اجور البطاقات. وسألت الجابي ابو نور عن سعر البطاقة قبل عشرات السنين والان، فقال: كانت في الستينيات والسبعينيات بـ (15) فلساً وارتفعت الى (50) فلساً ثم اصبحت (50) دينارا من منطقة الجادرية الى السيدية. اما المناطق البعيدة فـ (500) دينار اي من ساحة التحرير الى العامرية. ونشكو قلة الركاب بسبب الالاف من سيارات الكيا المنتشرة في اغلب طرقات بغداد التي تعمل من دون ضوابط.. أما الجابي عبد الحسين خشان ابو علي 63 عاماً فقال: اعمل منذ 35 عاما في مصلحة الركاب واذكر كيف تسلمنا الباص (ابو قاطين) من ميناء البصرة قادمين به الى بغداد وكان انكليزي المنشأ.ونعمل الان على خط الشعلة - باب المعظم وعملنا اثناء دوام الطلبة أفضل اذ يصل الوارد الى (20) الف دينار اثناء الدورة الواحدة، ونحن مطالبون بوارد يشبه وارد العمل اثناء الموسم الدراسي، وندفع من جيوبنا النقص الحاصل فيه. وتابع الجابي ابو علي حديثه قائلا: هناك نقص كبير في الادامة والصيانة ونذهب بالحافلة الى البيت فنقوم بادامتها مع الاولاد، وحتى العطل نحن نتحمل اصلاحه، بينما قبل عشرين عاما كانت هنالك ورشة متنقلة فيها ظلاع و(فيتر) وكل ما يتعلق بالصيانة الكاملة للحافلة ويبقى عمل هؤلاء الى الساعة الثانية ليلا. ويستذكر الجابي ابو علي عشرات الحالات الطريفة اذ يقول؟ ذات يوم ونحن نسير باحد طرق بغداد، والباص مملوء بالركاب، اخذ طفل يسكب الماء من الطابق الثاني فصرخ الركاب (شنو هاي مطرت السما ام ماذا؟) ويحدثنا الجابي والسائق محمد مسلم وهو يعمل منذ (25) عاما في مصلحة نقل الركاب: العمل في الماضي كان افضل من الان بسبب تنظيمه ونشعر الان بصعوبة فيه بسبب الوقود والتصليح وقطع الغيار اذ كلها تدفع من قبل السائق ونقترح من خلال صحيفتكم الغراء ان يعمل كما في السابق اي تكون الاجور من الواردات. وسألت الجابي محمد مسلم عن موقف طريف فقال: الحالة الطريفة التي مررت بها عندما صدمت الحافلة حصاناً كان يسحب عربة فتكسرت اسنانه، حينها اوقفنا الحافلة وقلنا لصاحبه (سلامات) فقال اين اذهب بـ(السلامات) الحصان تكسرت اسنانه، فقدمنا له مبلغ (5) الاف دينار فأجاب: ماذا اعمل بهذا المبلغ، هل يتناول الحصان الشوربة؟.
الباصات الحمراء تعود الى شوارع بغداد
نشر في: 7 أكتوبر, 2009: 05:41 م