 كربلاء/ المدىيبدي الكثير من المواطنين في محافظة كربلاء ممن يعانون مرض السمنة اهتماماً بالغاً بالأدوية والأجهزة والألعاب الرياضية المختلفة من أجل الحصول على أجسام رشيقة تتناسب مع أعمارهم وحتى مراكزهم الاجتماعية. وزيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي تأتي نتيجة تراكم الدهون الناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، ناهيك عن ممارسة عادات غذائية سيئة وقلة الحركة.
ويعمل الشاب كاظم حسن (24 عاماً) الذي يعاني السمنة منذ صغره، على "تناول علاجات من الأعشاب وصفها له أحد العشابين في المدينة من أجل القضاء على السمنة وتقليل حجم البطن (الكرش)".ويقول حسن لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "على الشاب أو الفتاة أن يظهرا بمنظر لائق وبجسم رشيق وجميل ويمارسا حياتهما الطبيعية بسهولة؛ خاصة وأن أمراض زيادة الوزن أو الكرش تتسبب بالمشاكل اليومية لأصحابها ناهيك عن الاضطرابات الجسمية الناتجة عنها".وأكمل حديثه، "لا أحب أن يستمر حالي مع الزيادة في الوزن، وسأعمل جاهداً للتقليل منها حتى لو تطلب الأمر إجراء عملية جراحية".وانتشرت في مدينة كربلاء العديد من النوادي الرياضية ومحلات بيع أجهزة الرشاقة؛ فضلاً عن جلب الصيدليات الأهلية لمختلف العلاجات الأوربية الخاصة بالقضاء على السمنة واستعادة الجسم الرشيق، وهو ما جذب الكثيرين (ذكوراً وإناثاً) من سكان المدينة.ويؤكّد الطفل علي صافي الحسناوي (14 عاماً) بأنّه "يواجه مشكلة يومية نتيجة وزنه الزائد وخاصة في ارتداء الملابس وصعوبة الحركة والمشي لمسافة طويلة وما يصاحبه من تعب شديد، خاصة وأنه يهوى لعب كرة القدم وتمنعه السمنة من ذلك".وأضاف، "راجعت طبيباً نصحني بتناول علاج لمنع الشهية في تناول الطعام ولكنه لم يجدِ نفعاً، وأعمل حالياً على ممارسة الرياضة والحركات الخاصة بتقليل الوزن للحصول على جسم رشيق يساعدني على ممارسة الحياة اليومية من دون معاناة".بينما يشير زميله أمير زويني إلى "ضرورة اعتناء الفرد بمظهره الخارجي ووزن جسمه نسبة إلى الطول، وذلك باستخدام شتى الطرق المتوفّرة حفاظاً على صحة الجسم بصورة عامة".ويخشى زويني هو الآخر من الإصابة بالسمنة بسبب البنية الجسمية أفراد عائلته الذين يعانون جميعهم من السمنة المفرطة تبدأ عندهم في أعمار صغيرة.ويقول لـ (آكانيوز) "الوحيد أنا في عائلتي من يتحدى الإصابة بالسمنة؛ من خلال الحمية الغذائية (الريجيم) وممارسة الرياضة اليومية ومنها الركض لمسافات طويلة لتذويب الشحوم حول البطن وإكساب عضلات الجسم مرونة كبيرة تساعدني على الحركة بصورة طبيعية".وتزداد المعاناة من مرض السمنة وزيادة الوزن لدى النساء في كربلاء؛ حيث توضّح الشابة بتول عبد الكاظم وهي محامية، بأنّ "الطريقة الخاطئة في تناول الطعام من قبل النساء وحتى الرجال وكسل الجسم وعدم ممارسة الرياضة اليومية تشكل خطراً لهم لإصابة بالسمنة وزيادة الوزن التي تكون أكثر عند النساء".وتلفت عبد الكاظم إلى إنّ "المجتمع العراقيّ لا يبدي اهتماماً كبيراً بصحة الجسم حتى تجد نسبة كبيرة من الذكور والإناث وهو مبتلون بزيادة الوزن والظهور بمظهر غير لائق ومعيق لحركتهم وحياتهم اليومية".وتضيف، "أعمل شخصياً على زيارة نادي لرشاقة الجسم قريب من حيّنا السكني؛ حيث أستطيع ممارسة الرياضة من خلال مختلف الأجهزة الموجودة في المركز وتحت إشراف مدربة محترفة بمسألة رشاقة الجسم والقضاء على السمنة".أما المواطنة عربية محمد (42 عاماً) فتبيّن لـ (آكانيوز) بأنّ "وزنها الزائد الذي تضاعف بعد إنجابها المتعدد، كان سبباً قوياً يدفع بزوجها للارتباط بشابة رشيقة القوام، أما أنا فقد جرّبت الكثير من الوسائل ولكني لم أفلح".وأضافت محمّد التي تفاعلت مع الموضوع بالرغم من جذورها الريفية، "هنالك أسباب كثيرة تتسبب بإصابة امرأة المدينة بالسمنة على عكس المرأة الريفية، وهو ما واجهته بعد انتقالي إلى المدينة واعتيادي على نمط جديد في الحياة لا يعبأ سوى بالنوم وتناول الطعام المفرط وعمل الواجبات المنزلية دون الاهتمام بالرياضة، على عكس ما كنتُ عليه في فترة العشرينات".بينما يشير المواطن طارق أحمد (36 عاماً) بأنّ "على كل شخص الانتباه إلى خطورة زيادة وزن الجسم وتأثيره على العمليات الفسيولوجية، من خلال الانتظام في تناول كميات الطعام اليومية وكذلك الحركة وممارسة مختلف أنواع الرياضة التي لا تحتاج إلا الى وقت بسيط ويمكن لأي شخص العمل بها".ويبين بأنّ "كبار السن سواء من الرجال أو النساء هم من يعانون  مرض السمنة، على عكس الشباب العراقيين الذين يبدون اليوم اهتماماً كبيراً بمظهر الجسم والوزن المعتدل الذي يجعل منهم أناساً أصحاء".ويضيف أحمد، "أعمل شخصياً منذ صغري على تناول كميات قليلة من الطعام وممارسة الرياضة والابتعاد عن كل مسببات السمنة مثل تناول الماء مع الطعام وشرب المشروبات الغازية والسكريات والدهون، وهو ما جعلني أبدو بمظهر رشيق نوعاً ما".أما المواطن قاسم عبد المحسن حمزة فقد وصف معاناته مع زيادة وزنه بـ "الكارثة".ويقول حمزة (38 عاماً) في حديثه لـ (آكانيوز): بأنّ "زيادة وزن الجسم تت