TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ما يحدث في نواكشوط مثلاً..دولٌ تحت الإقامة الجبرية

ما يحدث في نواكشوط مثلاً..دولٌ تحت الإقامة الجبرية

نشر في: 24 فبراير, 2012: 07:43 م

ماجد موجد يبدو أن الجدل في شأن مصير الإنسان وقدره من الحياة إن كان  مقرراً سلفا أم هو من اختياره أو أن ثمة حظوة وتوافقات فيزيائية تتحكم به لا ينطبق على الأفراد فحسب بل على دول وشعوب بأكملها، فهل هذا استنتاج بدهي؟ ربما.. لكن أريد هنا أن أؤكد هذه البداهة بالوقوعات للحديث عن دول ترد أهميتها في الخط العريض من التاريخ  لكنها اليوم (نسيا منسيا )لا أحد يفطن أو ربما لا احد يريد ذلك لا لشيء سوى أن حاضرها يفتقد حظوة الاهتمام على وفق الجدل العقيم.
 سأتوقف عند ثلاث دول وهي من المفترض أن الغالب في ملامح هويات شعوبها جزء من هويتنا وعليه كان لابد  من أن تكون ضمن عناية حاضننا الإعلامي والثقافي ،فهي دول وأعني  الصومال وإرتريا وموريتانيا، تسمى عربية وتوصف اثنتان منها (إسلامية) وكل واحدة منها هي عضو أو أن لها إسهامة في تأسيس عدد من المنظمات مثل الأمم المتحدة أو الجامعة العربية أو منظمة الدول الإسلامية أو منظمة دول عدم الانحياز وغيرها، ، لكن نجدها اليوم وكأنها تحت إقامة جبرية.. فأين نصيبها اليوم من ضجيج الإعلام العربي الذي تعج به الألسن والكاميرات والعبارات والمسابقات ؟ من هي نواكشوط ومن هي مدغشقر ومن هي أسمرة؟ أليست هذه عواصم دول؟ من سيفرق بدقة منا نحن العرب ودون تأخر إن عرضت عليه إعلامها ويعيده إلى بلده؟ ما هو انطباعنا عن ثقافة شعوبها وطبيعة سياسة حكم كل واحدة منها وما هو تراثها وتاريخها؟ ماذا نعرف سوى أن نتذكر بعجالة أو استهجان عبارة أن موريتانيا بلد المليون شاعر، ومن نستنكر عليه الذهاب لقضاء وقت استجمام نقول له اذهب إلى الصومال في إشارة إلى انه بلد لاقيمة له. وأما إريتريا فعلينا التفكر قليلا ـ أن تذكرناـ  لنتعرف أين تقع.  الغريب أننا لو قرأنا سيرة كل واحدة منها وتاريخها وقيمتها الاقتصادية أوتعرفنا على طبيعة موقعها يصيبنا العجب لأهميتها فالدول الثلاثة هي ساحلية وعلى حدود مياه هائلة ،فإريتريا يحدها البحر الأحمر والمحيط الهندي شرقا وموريتانيا تقع على ساحل المحيط الأطلسي بمسافة 650 كيلو متراً والصومال يحدها خليج عدن من الشمال والمحيط الهندي من الشرق وهي دول أيضا ضاربة في عمق التاريخ الإنساني ولها مشتركات مع حضارات عريقة، ذلك أن اقرب تاريخ لهذه الدول هي إريتريا إذ يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد وقد كانت مسرحا لاستباقات احتلال من قبل اليونان والرومان بسبب موقعها الاستراتيجي وأهمية تضاريسها وخيراتها، أما موريتانيا فيعود تاريخها حسب رأي المستكشفين إلى  العصر الحجري الوسيط. وكانت هي محط السكن البشري في ذلك العصر، لكن المدهش هنا هو تاريخ بلد مثل الصومال ،فحسب الحفريات الحديثة فإن الصومال هي موطئ قدم الإنسان الأول بل وجدوا داخل عدد من الكهوف في شماله رسومات وأشكالاً من الكتابة يعود تاريخها إلى العام 9000 (ق.م.) وبهذا يرى المؤرخون أن النشوء الأول للكتابة كان من ارض الصومال كما أن فيها تكوينات هرمية لمعابد ومبان مبنية من قطع الرخام والجرانيت يرجع زمانها إلى نفس الفترة التي ترجع إليها مثيلتها من المباني في مصر الفرعونية القديمة.كما أن الدول الثلاثة تحتفظ أرضها بذخائر أغلى المعادن وأندرها ،فثمة الكثير من مناجم الذهب والنحاس والحديد والألمنيوم وغيرها من المعادن الأخرى وقد كانت مقديشيو الصومال مثلا طوال قرون من الزمن تتحكم في تجارة الذهب في منطقة إفريقيا بوصفها الأكثر استخراجا وتصنيعا لهذا المعدن الثمين.أما في موريتانيا فيوجد فيها ثمانية مناجم ذهب رئيسة تعد الأكبر والأهم في المنطقة وغيرها الكثير الأخرى المنتشرة في البلاد ،وقد اكتشف مؤخرا منجم يحوي صخورا معدنية هائلة وهي خليط من الذهب والنحاس فضلا عن المعادن الأخرى.كما أن إرتريا هي الأخرى تمتلك ثروة معدنية مهمة أبرزها النفط والنحاس والبوتاس والذهب والفوسفات واللغنيت والحديد والألمنيوم والفضة والنيكل.  أما على صعيد نضال شعوب هذه الدول من اجل استقلالها فإن التاريخ يعطينا أنصع الصور وأكثرها شجاعة ويكفي أن نعرف مثلا أن الصومال أيام الحرب العالمية الأولى هي الدولة الوحيدة التي لم ينل منها استعمار الإمبراطورية البريطانية حتى تم الاعتراف بها من قبل الألمان والعثمانيين كحليف لهما خلال تلك الحرب كما أن أميركا بكل جلال قوتها لم تستطع احتلالها كما كانت تخطط له.ثم نقرأ نضال الشعب الإريتري الطويل ضد الاستعمار الإثيوبي حتى تم تحرير بلادهم وتحقق لهم النصر والاستقلال العام 1993.وأيضا ما فعله الشعب الموريتاني الذي استطاع في زمن خمسين عاما فقط من تأسيس دولة على أطلال حجارة وخيم وقبائل بعد أن تناهبها المستعمرون ودمروها، فهي لم تكن حتى العام 1957 سوى اسم دولة فقط يقودها عدد من القادة الميدانيين من دولة مجاورة هي السنغال ويخضعون إلى الأوامر الفرنسية. فإن كانت مكانة هذه الدول تاريخياً واقتصادياً وجغرافياً بذلك التميز والأهمية فما بالها مخفية ومغيبة اليوم عن مسرح التداول الإعلامي والسياسي والثقافي ما الذي جعلها مجالا للتندر والاستهجان في أحاديث نادرة تذكر هنا وهناك؟لماذا نصمت ويصمت العالم أو بشكل أدق لماذا لا نعرف نحن ويتجاوز العالم عن هذه المجزرة وهو موت طفل صومالي كل ست دقائق تحت أسباب يتقدمها الفقر المدقع أو تفشي الأمراض أو بسبب الاضطرابات التي تعم البلاد منذ سنوات طوال. ولماذا يمارس الرئ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram