علاء حسن مساء الثلاثاء الماضي خرجت إحدى الفضائيات العراقية المستقلة كما تقول، باكتشاف خطير عندما ذكرت بان التظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها مدن عراقية والعاصمة بغداد في الخامس والعشرين من شباط في العام الماضي، اندلعت تنفيذا لأجندة صهيونية، وبالتعاون مع القوات الأميركية المحتلة قبل انسحابها من البلاد، واللافت في تقرير الفضائية المصرة على تسمية إقليم كردستان بمحافظات الشمال، أنها استعانت بمعادل صوري، لقطات من تظاهرات للحزب الشيوعي العراقي في مناسبة وطنية لإقناع مشاهدي الفضائية بالمخطط الصهيوني الامبريالي.
تلك الفضائية تجاهلت استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين الصهاينة عندما أقدمت على اعتماد 100 يوم لتقويم عمل وزرائها ، وقررت ترشيق الكابينة بالإطاحة بوزراء الدولة وأولهم أبو الناطقية، والعشائر والاهوار في إطار حرصها على تلبية مطالب "المحتجين الصهاينة" من أبناء الشعب العراقي، وعلى وفق تفسير الفضائية فان الحكومة هي الاخرى تعرضت لذات الاتهام فأصبحت صهيونية لأنها اتخذت خطوات، قيل وقتها إنها إصلاحية "لخاطر عيون المتظاهرين" فتخلت عن اتهامهم بالبعثيين والإرهابيين وأذعنت أخيراً لمطالبهم، على الرغم من تعاملها الانفعالي مع محتجين تعرضوا في ما بعد للاعتقال والتعذيب.تزامنا مع حلول الذكرى الأولى لاندلاع الاحتجاجات، يستذكر العراقيون مواجهة رجل الدين مع محافظ البصرة السابق، وكلمته الشهيرة "سقطاء" ويبدو أن "الفضائية " تناست هذا الموقف الشجاع، فوزعت تهمة الارتباط بالصهيونية ومخططاتها ودسائسها بين ملايين الشعب العراقي والمسؤولين في الحكومة، وهي القريبة من أحزاب متنفذة، وادعاءاتها أنها هي وحدها أي الفضائية، وفصيلها المسلح أجبرت المحتل على الخروج بهزيمة من العراق نهاية العام الماضي، فحررت أبناء الشعب من السيطرة الامبريالية.في ضوء الاكتشاف الفضائي الخطير أصبح المحتجون صهاينة وعملاء لإسرائيل وانطلاقا من هذه الحقيقة لابد من إعدامهم في ساحة التحرير وفي الذكرى الأولى لانطلاق التظاهرات من اجل ضمان سيادة البلاد وتطهيرها من العملاء، وعلى طريقة النظام السابق باستخدام الكيمياوي وأساليب أخرى استخدمت ضد أبناء شعبه في كردستان العراق، ومحافظات الجنوب. بإمكان المحتجين التغاضي عن اتهام الفضائية، لأنهم ولأول مرة وقفوا مع حكومتهم في صف واحد، لاشتراك الطرفين بالعمالة لإسرائيل، والحكومة كما تقول الفضائية منتخبة من قبل الشعب العراقي واكتسبت شرعيتها من ملايين الناخبين، وهؤلاء وعلى وفق الاكتشاف الخطير صهاينة بالوراثة.في ستينات القرن الماضي وأثناء عرض فيلم سينمائي في إحدى دور السينما في بغداد ، أبدى احد المشاهدين إعجابه ببطل الفيلم وكان جاسوسا لصالح دولة أخرى معادية لبلده ، وتورط بأداء مهمته عن طريق النساء فصاح المشاهد :" من باجر أصير جاسوس " لاعتقاده بان هذا السلوك هو الوحيد لتحقيق أمنيته ، وإذا كان المشاهد على قيد الحياة فانه أصبح جاسوسا وبتقرير الفضائية ذات التوجهات المستقلة، وهي تقطع برامجها لتنقل بالمباشر خطاب زعيم سياسي لبناني، وتصر على عرض أقوال زعماء دولة مجاورة للعراق بشريطها الإخباري.
نص ردن: فضائية: المحتجون العراقيون صهاينة
نشر في: 24 فبراير, 2012: 07:53 م