TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: لن نتقبّل مواساتكم

كردستانيات: لن نتقبّل مواساتكم

نشر في: 24 فبراير, 2012: 08:04 م

 وديع غزوان ما حدث الخميس الماضي أدمى قلوب كل العراقيين في كردستان وكل أنحاء العراق الأخرى ، لكنه لن يفقدنا الأمل بالمستقبل . .هي ليست كلمات مواساة بل نابعة من تجربة سنوات عرفنا فيها معدن الشعب وأصالته فتعلمنا منه الدروس ومعاني الصبر.
 لقد قلناها سابقاً ونؤكدها اليوم أن العراقيين  أكثر وعياً من أغلب ساسة المرحلة وإفرازاتها وأشد حرصاً منهم على العملية السياسية والعراق  ، لذا كانوا دائماً ما يتقبلون دفع التضحيات بصدور مكشوفة وهم يعرفون عجز الحكومة عن توفير الحماية لهم  .. ملايين المواطنين المسحوقين توجهوا إلى صناديق الاقتراع في كل عملية انتخابية ، رغم الجوع والمرض والحرمان ونقص الأمن ، تعبيراً عن التمسك بالأمل والحلم والمستقبل والحياة  ،وهو ما أثار وما زال حنق المجرمين من الإرهابيين فركزوا منذ البدء على استهداف المدنيين في الغالب وعلى عناصر الجيش والشرطة ، وهو ليس دليل نصر بل مؤشر خسة وضعف . غير أن هذا يجب أن لا يعمينا عن رؤية الحقائق كما هي و التي تشير إلى أن المجرمين ومن أي نوع كانوا يحسنون استثمار الظروف أفضل من القيادات الأمنية بكثير وأن هنالك خللاً بيناً في الجهد المعلوماتي والاستخباراتي لم يعالج ما ولد ثغرة كبيرة ندفع نحن المساكين ثمنها أرواحا ودماءً عزيزة ودموعا وصرخات وأنين أطفال جرحى أو يتامى . الثمن الذي ندفعه كبير لذا لسنا بحاجة إلى مسؤول  يلقي علينا محاضرة عن التمسك بالحياة وتبريرات سخيفة عن حدوث مثل هذه العمليات في اغلب دول العالم ! مسؤول لم يكتف هو ولا غيره بالحمايات والسيارات الرباعية ، فأخذوا يشرعنون سوء أعمالهم بطلب شراء سيارات مصفحة بملايين الدولارات في وقت يعجزون فيه حتى عن تثبيت موقف صحيح واحد أمام شعبهم يعترفون فيه بتقصيرهم وفسادهم ، عسى أن تغفر لهم الملايين ما اقترفوه من أعمال .  نعرف أن التفجيرات الإرهابية لها علاقة بالقمة العربية وموعد انعقادها ، ونعرف أن الوضع الأمني تحسن نسبياً  ،ونعي أن ما يحدث من جرائم هو انعكاس لوضع سياسي متذبذب ، وحفظنا عن ظهر قلب كل تصريحاتكم المكررة ووعودكم ، لكننا سئمنا ذلك ولم نعد نطيقه ونريد مسؤولاً يمتلك الجرأة ويقول لقد أخطأت ها أنا أقف أمامكم للحساب ، كما يحدث في كل دول العالم التي تحترم مواطنيها .لن نقبل مواساتكم مثلما لن نقبل أعذاركم ، المشكلة فيكم يامسؤولون لأنكم حولتم مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات لكم تعينون وتقصون من تشاؤون دون اعتبارات لكم للكفاءة والاحترافية والمهنية وصارت الرتب توزع " بمكرمات " فضاقت ارض الوطن على المخلصين ، وتحول الولاء من الوطن إلى حزب أو تكتل أو شخص .. حولتم كل شيء ، بما فيه الأمن ، إلى محاصصات وعرضتموها في مزاد السياسة الرخيص فلم يبق اعتبار لحياة الملايين واستغل الجناة المجرمون ذلك فسرحوا ومرحوا في أرضنا من الشمال إلى الجنوب ، بل وتمادوا أكثر فنزلوا في ثلاث مناطق من بغداد إلى الشارع ليهاجموا قواتنا الأمنية في وضح النهار .  لسنا خبراء أمنيين ولكن ما حدث الخميس يحتاج إلى أكثر من التصريحات .. يحتاج إلى مراجعة شاملة لكل الواقع الأمني بدءاً من جاهزية قواتنا إلى تقييم دقيق للقيادات الأمنية وخططها مروراً بساعات الواجب في نقاط السيطرة ، مراجعة تبتعد عن التبرير وتضع خططاً قادرة على منع تكرار ما حدث في الخميس الماضي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وفاة المخرج السينمائي العراقي محمد شكري جميل

الداخلية: طرد أكثر من 4 آلاف منتسب وإحالة 15 ألف قضية إلى المحاكم

ائتلاف المالكي يحذر من عودة المفخخات والتهديدات الارهابية الى العراق

طقس صحو والحرارة تنخفض بعموم العراق

الفصائل تهدد "عين الأسد" بسبب احتمالات بقاء الأمريكيين فترة أطول في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram