TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: برلمانيّونا وسياسيّو العالم

كردستانيات: برلمانيّونا وسياسيّو العالم

نشر في: 25 فبراير, 2012: 08:55 م

 وديع غزوان لا يستطيع احد مهما امتلك من حجة تسويغ قرار مجلس النواب بشراء 350 مصفحة بمبلغ خمسين مليون دولار ، في وقت تؤكد الإحصاءات تزايد نسب الفقر والأرامل والأيتام  وتعاني الخدمات  تدهورا واضحا لا يخفى على نوابنا الذين تعبوا وأتعبونا بمعسول الكلام .
 لن نتحدث كثيراً عن ردود الفعل السلبية للشارع الشعبي أو رأي المرجعية الواضح ،فقد أشبعته وسائل الإعلام بحثاً ، غير أننا كنا ننتظر أن يصحو ضمير مجموعة أو عدد محدود حتى ولو كان بعدد الأصابع من مجموع أعضاء مجلس النواب ويرفض هذا الامتياز لحد أدنى إن لم نقل يستقيل أو يهدد باللجوء إلى الشعب إذا مرر هذا القرار غير المبالي بالمواطنين ولا بالحد الأدنى من معاناتهم ، خاصة  أن الكثير منهم أعلنوا في أكثر من مناسبة أنهم مع الفقراء ومع توزيع عادل للثروات ، كما أن آخرين يقولون في مناطقهم شيئاً ويتصرفون نقيضه في بغداد . قد يكون من المناسب ونحن نقرأ أخبار صفقة شراء المصفحات أن نستذكر ردود الأفعال القاسية التي صدرت من بعض أعضاء برلمان كردستان قبل فترة ليست بالطويلة على قرار تسجيل دور وشقق البرلمان باسم أعضائه وبأجور رمزية ، وطلب كتل من أعضائها الاستقالة  والاعتذار للشعب، فيما سبق ذلك استقالة عضوين من كتلة التحالف الكردستاني نفسها ربما لشعورهما بعدم إمكانيتهما أداء دورهما بالشكل المناسب .  لا ندّعي أن تجربة برلمان كردستان صالحة كنموذج مئة بالمئة لكنها بالمقاييس النسبية أفضل من مثيلتها في بغداد . أما سجلات تجارب السياسيين والبرلمانيين في الدول التي تحترم الديمقراطية فزاخرة بنماذج من برلمانيين آثروا الانسحاب من العمل السياسي كله بسبب حادثة أو فعل رفضه الشعب ووجدوا أنفسهم في موقف لا يسمح لهم بادعاء التمثيل المزيف لإرادتهم ، ومنها  خبراستقالة أكبر مسؤول في ألمانيا قبل أيام لمجرد أنه سمح لنفسه بأخذ قروض ضخمة بفوائد بسيطة ومخالفات صغيرة إذا ما وضعت أمام امتيازات نوابنا لأصاب الناس العجب هناك ،  أما  استقالة يوب كوهين رئيس الكتلة البرلمانية في البرلمان الهولندي والزعيم السياسي لحزب العمل أكبر الأحزاب السياسية في هولندا وتخليه، عن منصبه كنائب في البرلمان فشاهد آخر على البون الشاسع بيننا وبين تلك الدول ،فكوهين لم يتمسك بموقعه وأصدر بياناً  قال فيه إنه كان بوده أن يساهم في حوار بنّاء في مجتمع هولندي لائق يتمكن فيه جميع الأفراد بغض النظر عن خلفيتهم العرقية والثقافية من تحقيق التقدم والازدهار، ومن المؤسف إنني قد خلصت إلى أنني لن أحقق النجاحات التي كنت أتطلع إليها في ظل المناخ السياسي والإعلامي الذي تعيشه العاصمة لاهاي حاليا، وأضاف أنه شخصيا لم يعد قادرا، بما فيه الكفاية، على تحقيق الأهداف والرؤى التي يطمح لها حزب العمل. هنالك لا يتجرأ أحد على الضحك على المواطنين و خداعهم وأن الفوز بالانتخابات يضع الحزب أمام المجهر فإما أن يكون قادراً فعلاً على تنفيذ برنامجه الانتخابي أو الفشل الذي لابد  من أن يدفع المسؤول ثمنه فمصلحة المواطن فوق أي اعتبار آخر . صحيح إن تجربتنا في العمل البر لماني سواء في بغداد أو أربيل حديثة نسبياً إذا ما قيست بغيرها ، غير أن هذا لا يبرر قصورها في مراعاة مصالح الشعب ، ولن يكون  قرار شراء المصفحات الأخير إذا لم تستعد القوى الديمقراطية زمام المبادرة وتسحب البساط من تحت أرجل الطارئين المنتفعين ، قبل فوات الأوان .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram