انتهت الحرب العالمية الأولى ، ولم تف السلطات البريطانية التي احتلت العراق بوعودها للكرد ، وفي عام 1919 أعلن الشيخ محمود الحفيد استقلال بلاد كردستان العراق تحت قيادته ، ونصّب نفسه ملكا . غير أن السلطات المحتلة واجهته بكل قوة وأرسلت قواتها الكبيرة إلى السليمانية ، واستطاعت إخماد حركته واعتقلته ثم نفته إلى بلاد الهند .
وفي عام 1922 تفاقمت الدعاية التركية في المنطقة الكردية من العراق ، وبدأت بعض الحركات التركية تظهر هنا وهناك ، فاضطرت الحكومة البريطانية بالاتفاق مع الحكومة العراقية إلى استدعاء الشيخ محمود الحفيد وإعادته إلى وطنه ، فعاد من منفاه في 30 أيلول 1922 واستقبل بحفاوة كبيرة في السليمانية وغيرها من مدن كردستان التي عادت وعدته زعيما لها ، وقد منحته السلطات صلاحيات واسعة ، فتشكلت حكومة كردية محلية ورفعت علم كردستان وطابعا خاصا . إلا أنها سرعان ما بدأت السلطة بتقليص تلك الصلاحيات فضلا عن روح الثورة المستمرة لدى الحفيد ، فعادت ثورته مرة أخرى مما دفع البريطانيين والحكومة العراقية إلى تجهيز حملة عسكرية كبيرة ، استهلتها بإلقاء الطائرات الانكليزية منشورات إلى أهالي السليمانية وأنحائها في مثل هذا اليوم من عام 1923 ، تدعوهم إلى الخلود للهدوء والسكينة ، وعدم تأييد الحفيد . وقد استمرت المعارك إلى العام التالي واستطاعت القوات الحكومية من دخول السليمانية وإسقاط حكومة الحفيد ، فاضطر الأخير إلى الانسحاب إلى قرية ( ميران ) ،وفي عام 1927 أعاد ثورته بطريقة حرب الأنصار ، غير أنه قرر ترك العراق إلى إيران ولم يعد إلى موطنه إلا في أيار 1930 لتبدأ صفحة جديدة من تاريخ ثورته .rnرفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: منشورات فوق السليمانية
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 فبراير, 2012: 09:39 م