TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : متى تكسر العراقية مجرشتها؟

سلاما ياعراق : متى تكسر العراقية مجرشتها؟

نشر في: 25 فبراير, 2012: 09:43 م

 هاشم العقابيمرت على الساعة التي أوعدتنا بها العراقية أن تكسر مجرشة الطاغية، بحسب الملا عبود الكرخي، أكثر من 700 الف ساعة (80 عاما)، لكنها لحد هذه اللحظة لم تكسرها ولم "تنعل ابو راعيها". المجرشة كبرت وصارت حروبا وحصارا  ومحاصصات  ومفخخات وعبوات، و "الجارشات" تحولن الى جيش من الأرامل والمتسولات والمنكوبات، ومع هذا لم نسمع بجارشة "سوت بستادها العجب" ولم "تنتف شعر ذقنه نتف".
ربما بسبب اني فتحت عيني على ثورة 14 تموز، كنت ارى في قصيدة "المجرشة" مجرد صورة تراثية تحكي عن معاناة قد ولى زمنها. وكيف لا اراها كذلك وانا ادرس في مدرسة ابتدائية مختلطة توزع الدفاتر ولوازم القرطاسية ووجبة غذائية صحية ولذيذة على الطلبة مجانا. اضافة لمعونة الشتاء، التي تتضمن ملابس وأحذية أنيقة توزع بالمجان، ايضا، على الطلبة الفقراء أو ابناء ذوي الدخل المحدود. لذلك لم انظر لقصيدة "المجرشة" سوى انها لوحة تذكر الناس بما مر على المرأة العراقية من قهر وظلم وحيف حتى يتخذوا من دروس الماضي عبرة للحفاظ على نعمة الحاضر؟ حقا كان يصعب علي ان أتفهم او أعيش أجواء قصيدة تصف لي عراقية تفضل العيش في جهنم على العيش مما هي فيه، وانا ارى نساء مدينتي أنيقات فرحات مستبشرات يملأن الجو ضحكا وعطرا في بلدهن الذي اصبحت فيه المرأة وزيرة لاول مرة بتاريخ البلدان التي تحيط بهن. بصراحة كنت أحس القصيدة وكأنها أسطورة من اساطير الف ليلة وليلة، ليس أكثر.واليوم صرت حين أتابع بعض الفضائيات، التي تتفنن باصطياد العراقيات المظلومات يلفّهن الدمع والسواد والفقر والغبار لمنحهن ميكروفونا يندبن به حظهن العاثر ويكشفن عن وضعهن الذي يبكي الصخر، اجد صاحبة "المجرشة" لا بديوان الكرخي، بل بالصورة والصوت ماثلة أمامي.واضح ان الكرخي استخدم "كسر المجرشة" رمزا لحث المرأة على الثورة. وأنا لا انكر على العراقية قدرتها على كسر "المجرشة" وابيها وامها، لو ارادت، لكن ما يحزنني هو انها لا تعرف الطريق الصحيح الذي يقودها لذلك. فالبكاء لا يثني ظالما عن ظلمه، ولا يعطي صاحب حق حقه.لقد هددت ذات "المجرشة" استادها بانها، من اجل الحصول على تأييد لثورتها،  ستلجأ الى مدن عدة، داخل العراق وخارجه، مثل النجف و "عفج" و "الجفل" و "الشوملي"  والنمسا والمجر، لتخطب هناك خطبا رنانة، بأمل ان تجد من يدعم ثورتها. طبعا لا ادري لماذا اختارت، او اختار لها الكرخي، تلك المدن والبلدان، خاصة " طويريج":       ساعة وكسر المجرشة وانحر على الهندية       السيف اعمه ابهالعصر والتجرح البردية        بنت الحمولة امرمرة ومترفهة العادية         يحكلي ادكن ونتحب وعوينتي اعميهاوالهندية، لمن لا يعلم، هي "طويريج" مسقط رأس رئيس الوزراء الحالي السيد نوري بن كامل بن محمد بن حسن المالكي الذي ولد بها في العام 1950، حسب سيرته الذاتية المنشورة في موقعه الخاص على شبكة الانترنت.أليس غريبا ان تختار صاحبة "المجرشة" قضاء "طويريج" بالذات، قبل ثمانين سنة، شاكية ان "العادية" مرفهة  وهي المتميزة  تعيش "امرمرة". هل يا ترى كانت تقصد اللواتي بالمنطقة الخضراء؟ العلم عند الله وعند الكرخي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram