TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نبض الصراحة: راضي وحيتان الجوية!

نبض الصراحة: راضي وحيتان الجوية!

نشر في: 26 فبراير, 2012: 07:58 م

 يوسف فعلتتخبط إدارات الاندية المشاركة في دوري النخبة بتمشية أُمورها الفنية والادارية وباتت تشكل حملا ثقيلاً على تطوير الرياضة في البلاد التي  تسير على عكاز هش بسبب عدم قدرة العاملين في الجانب الاداري من رسم لوحة جميلة لمسيرتها خلال الفترتين السابقة واللاحقة، واغلب القرارات الصادرة منها تصيب الجميع بالدهشة والغرابة ماعدا مَن أصدرها الذين يتصورون أنها في الاتجاه الصحيح.
 وما فعلته ادارة نادي القوة الجوية بإقالة مدرب فريقها الكروي الدكتور صالح راضي برغم منافسته على صدارة الدوري ما هو إلا دليل على هشاشة القرار وضعف الرؤية الفنية للإدارة وغياب الستراتجية الادارية التي تصنع الاستقرار الفني للفريق بما يسهم في تحقيق افضل النتائج بدوري النخبة مثلما يشكل إصدار القرار بهذه الطريقة وقفة دقيقة لفضح  ادارات متسرعة وجاهلة في الامور الادارية عبر استجابتها لطلبات الجمهور ورغبات اللاعبين المؤثرين الذين لا يجدون الفرصة المناسبة لخوض المباريات المؤثرة بصورة جليلة على طبيعة دوري النخبة الذي نطمح ان يرتقي الى افضل المستويات الفنية، لذلك فان قرار ادارة الصقور له انعكاسات سلبية وعواقب وخيمة على مستقبل الدوري في الجولات المقبلة طالما العقلية الادارية لدى اعضاء ادارة الجوية تخطط بصورة تمثل ضرباً من الخيال كمن يحفر بئراً في البحر!إن قضية تغيير المدربين استهوت ادارات الاندية وهي موضة دوري النخبة للموسم الحالي لأنها ستار حديدي يخفي عيوب واخطاء ادارات الاندية التي ترتكب اخطاءً لا تُغتفر بحق الرياضة لمصالح اعضائها لتمرير مخططاتها الشخصية على حساب أهل اللعبة، والإطاحة بالدكتور راضي نارها بدأت من اللاعبين وانتشرت بين هشيم الجمهور واستجابت لها الادارة صاغية مطيعة لأنها لا تقوى على زعل اللاعبين والجمهور لاسيما ان الانتخابات على الابواب والجميع يسعى الى الاحتفاظ بمنصبه الاداري ولم يجدوا افضل من كبش الفداء سوى المدرب لنحره لأجل عيون المناصب وارضاءً للمصوتين!راضي قاد فريق القوة الجوية في دوري النخبة بعقلية كروية متفتحة واستطاع بمهارة عالية كتابة إنجاز جديد يتمثل بايجاد الاسلوب الخططي للاعبيه الذي مكنه من اجتياز المنافسين ببراعة وقدم لنا مهاجماً من الطراز الرائع حمادي احمد الذي اعتلى صدرة الهدافين برصيد 13 هدفاً حتى نهاية الجولة 17 ، وشباكه الأقل استقبالاً للاهداف ما يدل على نجاحه الفني والقيادي والتربوي ، لكن تلك النجاحات لم تُرضِ اصحاب العقول المريضة الفاقدة لمقومات العمل الاداري التي أغمضت العيون وطالبوا بأعلى صوت الإطاحة بالدكتور صالح راضي الذي تصب تلك الإقالة لصالح مسيرته التدريبية وليس كما يتصور البعض لأنه غادر الفريق وهو مزهواً بالانجازات الرائعة للفريق بعدما جمع شتاته بصعوبة بالغة قبل انطلاق الدوري لعدم وجود السيولة المادية التي تجلب اللاعبين المميزين لكن محبة اللاعبين لراضي جعلتهم يتعلقون بأفكاره التدريبية واخلاقه العالية ويمضون على عقود النادي من دون شروط ،ولكن الادارة لا تمتلك صفة الوفاء ورد الجميل وتعاملت بإجحاف وأبعدت راضي من دون وجه حق  مع ورقة شكر خجولة لجهوده المضنية التي تبقى لديه لتذكره بنحاجاته وجفاء  الادارة له!حقاًً إن طريقة الإبعاد لا تليق بمكانة المدرب الدكتور صالح راضي ولا تتناسب مع سمعة النادي العريق الذي أكدت التجارب السابقة ان الوضع الحالي للادارة لا يُسرّ أبداً وهي بحاجة ماسة من اصحاب المشورة ليمدوا لها يــد العون لأنها عندما تتخذ مثل هذه القرارات غير الصائبة فان الأفضل لها تقدم استقالتها وتترك العمل الاداري بدلا من تعليق فشلها على أضعف الحلقات في المنظومة الكروية .. ونكرر أسفنا ان يقع مدرب كبير مثل صالح راضي ضحية حيتان تقاتل من اجل الاستفراد بالمنصب!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram