أول جمعية سياسية في البصرةفي مثل هذا اليوم من عام 1911 تأسست في مدينة البصرة جمعية سياسية باسم الجمعية الإصلاحية، تعد من أوائل الجمعيات والهيئات المناوئة لسياسة الدولة العثمانية، بعد تفاقم أزمة الثقة بين الاتحاديين المتطرفين للقومية التركية والجماعات القومية في الولايات العثمانية التي واجهت سياسة التتريك.
رأس الجمعية ومؤسسها الأول السيد طالب النقيب الشخصية القوية في جنوب العراق، وعدو الاتحاديين الحاكمين اللدود، إضافة إلى عدد من وجهاء البصرة مثل عبد الله الزهير وعبد الوهاب القرطاس والمحامي سليمان فيضي. وقد تبنت الجمعية أهداف الجمعية الإصلاحية نفسها في بيروت وهي المطالبة بإصلاح الوضع داخل العراق وتأليف مجالس محلية للولايات العربية ومنها البصرة، وجعل اللغة العربية اللغة الرسمية في الولايات العربية. عملت الجمعية بنشاط كبير في البصرة، وكانت السلطة تراقب هذا النشاط، غير أنها لم تستطع أن تفعل شيئا بسبب نفوذ طالب النقيب وجبروته. واستطاعت أن تمنع السلطة الاتحادية من التدخل في انتخابات الولاية النيابية، ففاز فيها مرشحو الجمعية. وازداد نشاطها في الفترة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الأولى ، واستمر ذلك إلى سقوط البصرة بيد القوات البريطانية في خريف 1914، فانتهى عهدها وتلاشى وجودها. غير أن أهم أحداث تاريخها هو مقتل والي البصرة، فاتهم النقيب وجمعيته بذلك، وتوتر الوضع في البصرة حتى أن النقيب طلب من شيخ الكويت وأمير المحمرة الشيخ خزعل، أن يمدانه بالسلاح، وقيل إن الأسلحة وصلت فعلا إلى البصرة. وقد أصدرت الجمعية جريدة (الدستور) لصاحبها عبد الوهاب الطباطبائي لسانا لها، وهي من أجرأ الصحف العراقية الصادرة يومذاك. رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
نشر في: 26 فبراير, 2012: 09:59 م