TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :وتسألك العراقية عن الطريق

سلاما ياعراق :وتسألك العراقية عن الطريق

نشر في: 26 فبراير, 2012: 10:05 م

 هاشم العقابي يبدو ان ما كتبته عن صاحبة "المجرشة" يوم أمس، قد أثار شجون الشعراء فكتبوا ابياتا في صفحتي على الفيسبوك جاروا فيها قصيدة الكرخي فشاركتهم. ووددت اليوم ان احدثكم عنها،  لكن رسالة من اخت كريمة جاءتني على البريد الخاص منعتني من ذلك. لذا ساترك للقارئ التواق للشعر ان يقرأ "المساجلة" على الفيسبوك، لأتوجه صوب القارئة لأهمية رسالتها.
تعاتبني القارئة لأني شخصت موقف المرأة العراقية السلبي تجاه المطالبة بحقوقها، لكني لم ادلّها على الطريق الصحيح. سألتني: أليست مهمة الكاتب الحريص على وطنه في هذه الأيام ان لا يكتفي بالتشخيص بل عليه أن يعطي الحلول؟ سؤالك مهم، حقا، لكني سارد عليها بسؤال، كعادة العراقيين بالرد: هل انت متأكدة حقا بان المرأة العراقية اليوم تطيع ما يقوله كاتب مثلي، كما تطيع وزيرة المرأة زوجها، القوام عليها، اكثر من طاعتها للدستور والقوانين؟ وهل ستفضل رأيي على رأي من يراها عورة وناقصة عقل ودين؟ مع هذا لن اخيب ظنك وسأدلك على اول الطرق واسهلها: قصة قصيرة لتشيخوف اسمها "المغفلة". تقول القصة باختزال شديد: أن ثريا أحضر مربية أولاده ليدفع لها أجر شهرين. قال لها: لقد اتفقنا على ان نعطيك ثلاثين روبلا في الشهر. أجابت: كلا يا سيدي لقد اتفقنا على اربعين. رد الثري: كلا، ثلاثين كما مسجل عندي في الدفتر. ثم قال: لقد عملت لدينا شهرين، فاجابت: شهرين وخمسة ايام. رد عليها: كلا، شهرين وهذا مسجل عندي. بعدها بدأ بعد قائمة من الخصومات من مرتبها. مرة عن ايام الاجازات والعطل. ومرة عن فنجان اتهمها انها كسرته. وفي أخرى حملها سبب فتق حدث بقمصلة ابنه. ثم خصم منها ساعات كانت تعاني بها من الم الأسنان مما يعني انها خلدت للراحة. هو يخصم وصاحبتنا لا تفتح فمها. اضاف الثري: لقد استلفت مني عشر  روبلات. اجابت: لم استلف ابدا سوى ثلاث روبلات من سيدتي. فتح الثري عينيه وقال: يا للهول هذه لم أسجلها لذا سأخصم ثلاثأ إضافية. وهكذا ظل الثري يخصم الى ان لم يبق للمربية سوى 11 روبلا فقط عن الشهرين التي اشتغلت بهما. سلمها المتبقي فلم تعترض ولم ترفض، بل مسحت دمعة من عينيها واخذت النقود. هنا انفجر الرجل صارخا: لماذا لا تتكلمي؟ اصرخي، ثوري، لاني نهبتك .. سلبتك .. سرقتك. اجابت: لقد عملت كثيرا من قبل عند اناس ولم يعطوني شيئا، فانت مهما فعلت افضل منهم. كاد الثري ان يلطم على رأسه وهو يلقي لها بمرتبها كاملا من دون نقصان، مدمدما مع نفسه: ما ابشع ان تكون ضعيفا في هذه الدنيا!فيا قارئتي الكريمة،  هل وصلت الرسالة؟ ها انا اشرت لطريق قصير جدا كان قد رسمه كاتب عظيم من زمن بعيد. فهل ستهرع المرأة العراقية لشارع المتنبي، مثلا، لشراء قصة "المغفلة" لتقرأها؟ وهل بعد ان تستفيد من فحواها ستُسمعها لامها واختها وابنتها وجارتها؟ وهل ستنشرها على صفحات التواصل النسوية، تحت عنوان: أول خطوة على طريق الحرية.؟اللهم اشهد انني قد بلغت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram