طه كمر الشارع الرياضي يترقب بشغف وعيونه ترنو صوب العاصمة القطرية الدوحة وتنتظر بفارغ الصبر ساعة المنازلة المرتقبة التي ستعلن بـدء مباراة أسود الرافدين مع منتخب سنغافورة في الجولة الأخيرة من الدور الثالث المؤهل الى الدور الأخير من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى مونديال البرازيل 2014 .
الكل يعرف جيداً كيف أصبح منتخبنا الوطني في عداد المتأهلين الى الدور الأخير من التصفيات كون مباراة يوم غــد تعـد تحصيل حاصل على اساس ان منتخبنا الوطني ومنتخب الاردن تأهلا بوقت سابق إلا اننا نطمح لأن يكون منتخبنا أولاً في ترتيب منتخبات المجموعة الاولى على حساب منتخب الاردن متصدر المجموعة بفارق الاهداف عن منتخبنا لحسابات دقيقة قد تعود بالفائدة على منتخبنا في المستقبل القريب أو في الدور الأخير والحاسم من التصفيات.بالأمس القريب كنا على دراية تامة بمستوى الاسود ويحدونا الأمل بتقديم الأفضل من خلال ما شاهدناه بأم أعيننا من مستوى عالٍ قدمه اسود الرافدين خصوصا في مواجهته لمنتخب الأردن الذي اكتسحه بثلاثية جميلة تكفل بها نشأت وكرار عندما قدموا فاصلا ممتعا من فصول كرة القدم وردوا الدين للأردنيين في عقر دارهم ليكمموا الأفواه ويسكتوا من تفنن بتقديم الانتقادات لمناسبة أو من دونها لهؤلاء الرجال الذين أفرحوا الشعب العراقي من شماله الى جنوبه لاعتبارات عدة أولها ضمان التأهل وثانيها رد الاعتبار من المنتخب الاردني الذي هزم منتخبنا على أرضنا ، لذلك جاء هذا الفوز ليثلج الصدور ويضع النقاط على الحروف ويُعيد الامور الى نصابها بعد أن تعالت الأصوات منددة بتواضع مستوى لاعبينا مطالبة بابعادهم لكن الاسود أبوا إلا ان يقولوا كلمتهم الفصل ويؤكدوا للجميع ان مازال العطاء والعزيمة والاصرار والعنفوان متقد ولا شيء أسمى من تمثيل العراق لينتخي هؤلاء الرجال ويسطروا أروع البطولات ويصلوا بالنهاية الى برّ الأمان .لكن هناك أكثر من علامة استفهام وضعها المراقبون على تحضير الأسود الذي لا يتلاءم مع حجم المهمة بغض النظر عن مستوى الحدث وكما أسلفنا اننا ضمنا التأهل بكل الأحوال لكن في لغة المستديرة الفوز يعني شيئا والخسارة تعني شيئا آخر، وهناك مثل شعبي سائد مفاده ان (الحجارة إلما تعجبك تفشخك) لذلك أرى ان استعداد الاسود بُني على الاستهانة بخصمنا السنغافوري الذي تعد النتيجة أمامه لا تؤثر على مصير منتخبنا الوطني ما حدا بالمسؤولين الى أن يسلموا أمرهم للبرازيلي زيكو الذي أصبح تواجده في بغداد حلما راود الكثير من محبي كرة القدم حاله كحال العديد من المعجزات التي ينتظرها المواطن العراقي كالكهرباء والماء والبنزين وزيادة الرواتب والتعيينات الخ ..من الامور التي عجز العراقيون عن التفكير بها ، لذلك أرى اننا وجميع المتابعين لسنا على بينة كما كنا بالأمس على حال منتخبنا كوننا أصبحنا لا نعرف مستويات العديد من لاعبينا بفضل تواجدهم في الدوريات التي لا نشاهدها فضلاً عن عدم تجمعهم منذ فترة ليست بالقصيرة ، وإن آخر بروفة لهم كانت أمام منتخب لبنان التي افتقرت الى ثلثي المنتخب على أساس انها تجربة جديدة للبرازيلي كي يرى اللاعبون الجدد الذين لم يستفد منهم سوى اختياره لاعبا واحدا وهو وليـد بحـر .أتمنى أن أكون مخطئاً وألا يأخذ التشاؤم مأخذاً مني وممن يفكر بما أفكر به كي يعاود الاسود حضورهم مجددا ويكشروا عن أنيابهم ليمحوا كل علامات الاستفهام والهواجس التي سيطرت على مخيلتنا ليضعونا بالصورة الحقيقية التي تُعيد الى الأذهان ما فعلوه عام 2007 .
بصمة الحقيقة :تشاؤم مشروع
نشر في: 27 فبراير, 2012: 07:33 م