 بغداد / سها الشيخلي بالرغم من مواصلة طلبة الكلية التقنية الإدارية الاعتصام لثلاثة أيام متواصلة، واستجابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لمطالبهم، إلا أن مصير عميد الكلية الدكتور جمال الدباغ الذي يصر الطلبة على إقالته ما زال غير محسوم. ففيما أكد الطلبة أن الوزارة أقالت العميد، ذكر مصدر مسؤول في الوزارة أن العميد الدباغ منح إجازة بموافقة الوزارة.
 تجدر الإشارة إلى أن العميد الدباغ كان يضيق الخناق على الحريات داخل الحرم الجامعي ومنها منع الاختلاط بين الطلبة، ما جعلهم يعتصمون لمدة ثلاثة أيام ويتظاهرون مطالبين بإقالته. وأشارت مديرة إعلام هيئة التعليم التقني أسماء عبيد في حديثها لـ"المدى" إلى أن "اعتصام الطلبة هو إثارة ضجة مفتعلة لمطالب غير مشروعة، فتطبيق الزي الموحد جاء وفقا لتعليمات وزارة التعليم، لكن الطلبة غير راضين عن الالتزام بالنظام ويعتبرون ذلك مساسا بحريتهم الخاصة"، على حد قولها. وكان طلبة الكلية التقنية الإدارية قد نظموا تظاهرة في الحادي والعشرين من شهر شباط الجاري، تحولت إلى اعتصام استمر لثلاثة أيام، مطالبين بإقالة العميد الدكتور جمال الدباغ بسبب ما وصفوه بتردي واقع الخدمات في الكلية والأقسام الداخلية، وتقييد الحريات الشخصية،.إثارةوأضافت عبيد أن "الطالبات يبالغن بتضييق التنورة وتقصيرها في محاولة لإثارة زملائهن الطلاب، وقد نبه العميد الدكتور جمال الدباغ مرارا الطلبة من كلا الجنسين بضرورة الالتزام بالتعليمات". وبشأن كاميرات المراقبة التي نصبها العميد في الكلية، قالت عبيد: إن "نصب الكاميرات أمر معمول به في أغلب الكليات وتم بأمر وزارة التعليم العالي". وترى عبيد أن العميد لا يلام على مراقبة الطلبة من كلا الجنسين لأن ما يحدث في الحديقة وتحت الأشجار من أمور لا أخلاقية أقلها (القبل) ،وهو أمر يتنافى مع الأخلاق، مؤكدة أن أحد ضباط الحراسات بعد أن شاهد بعينه ما يحدث في الكلية أقسم بأن لا يسمح لابنته التسجيل في الكلية في العام المقبل. وبشأن ما قاله بعض الطلبة إن العميد يطالب بعقد قران بين الطالب والطالبة التي يجالسها، قالت مديرة الإعلام إن "الغرض من ذلك هو الإساءة إلى العميد الحريص على أن تكون أجواء الكلية خالية من الأمور المخدشة للحياء"، بحسب تعبيرها. وبخصوص قيام العميد بفصل عدد من الطلبة، أشارت عبيد إلى أن "هذا الأمر من صلاحيات العميد ومعمول به في جميع الكليات لأن نسبة الغياب إذا تجاوزت الحد المسموح به فالنتيجة المحتومة هي الفصل بالتأكيد، لكن وبالرغم من ذلك فقد قابل العميد جمال الدباغ الطلبة واستمع إلى شكاواهم وتذمرهم"، على حد قولها.واختتمت عبيد حديثها بالقول: "كل ما قاله الطلبة عن العميد عار عن الصحة، فهم يلومون العميد لأنه يطبق النظام".أسباب الاعتصامبهاء عبد الزهرة وهو أحد الطلبة المفصولين، وأحد منظمي الاعتصام، أوضح في حديثه لـ"المدى": أن العميد يلاحق الطلبة دوما وأنه حتى يتلمس قماش بنطلون الطالب ليرى نوعيته  فيما إذا كان متوافقا مع الزي الجامعي". وأشار إلى أن هناك أسبابا عدة وراء التظاهرة والاعتصام الذي دام لثلاثة أيام منها سوء الخدمات في الأقسام الداخلية للبنين والبنات، وإهمال المختبرات إلى جانب ضعف الكفاءات في أقسام الحواسيب، مضيفا أن العميد منع جلوس الطالب مع الطالبة إلا إذا كانوا مخطوبين فقط. وقال عبد الزهرة: إن "الفصل بسبب الغيابات أمر مختلق ولا صحة له، وكانت التظاهرة تضم 900 طالب وطالبة تطالب العميد بالإصلاح أو مغادرة العمادة، وقد اتهمنا العميد بعد تنظيم التظاهرة بأننا بعثيون ومندسون من خارج الكلية وأن صفة الإرهابيين تنطبق علينا، وردا على كلامه هذا أبرزنا هوياتنا الجامعية التي تؤكد أننا طلبة في هذه الكلية". وعن رأيه بالعميد الدباغ، أكد عبد الزهرة أنه كأستاذ تدريسي جيد وكفوء "ولكن كإداري فاشل، يعاملنا معاملة السجان للمحكومين، قدمنا قبل الاعتصام والتظاهر مطالبنا على الورق إليه لكنه تجاهلها ولم يتفهم موضوعنا ولا يستمع لمطالبنا، وقد تأكدنا مؤخرا أنه أقيل من قبل وزارة  التعليم العالي والبحث العلمي وكان أمر الإقالة موقعا من قبل وكيل الوزارة".رأي الوزارةوفي اتصال هاتفي مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أوضح مصدر مسؤول أن العميد الدباغ قد منح إجازة اعتيادية داخل العراق بناء على طلبه، مشيرا إلى أن التظاهر صار أمرا سائدا بين الطلبة وهو مؤشر إيجابي وتأكيد على أن الطلبة لهم الحرية الكافية في التعبير عن آرائهم بكل شفافية. وأضاف المصدر "العميد الدباغ من خيرة الأساتذة في الوزارة وسوف يطلع وزير التعليم العالي والبحث العلمي على الموضوع حال وصوله إلى البلاد كونه في واشنطن الآن".