TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: رحل سالم عبيد النعمان.. فهل وفيّنا؟

كردستانيات: رحل سالم عبيد النعمان.. فهل وفيّنا؟

نشر في: 27 فبراير, 2012: 09:21 م

 وديع غزوانما زال الكثير منا نحن جيل  "الأمل  والحلم " والانكسارات يستذكر نماذج لساسة كبار كرسوا حياتهم لخدمة ما يؤمنون به وضحوا بالكثير من أجل شيء كبير اسمه الوطن والشعب وآمنوا أنهما واحد..بعضهم فارق الحياة قبل أن يرى أو يلمس رياح التغيير تبشر بالجديد الآتي ،
 وآخر امتد به العمر ليرى هذا التكالب المشين على المنافع وتزييف الشعارات والتلاعب بالمبادئ ، فآثرعدم دخول هذا السباق رافضاً  ما أتيحت له من فرص التمتع بمنافع الوضع الجديد والسلطة ، لكنهم لم ينسحبوا من ساحة العمل فاجتهدوا لممارسة دورفي تصحيح ماآلت إليه الأوضاع فبقوا قامات سامقة أمام شعبهم ممن لم يخدعه زيف الشعارات. مثل هؤلاء نادرون  لكنهم مؤثرون لأنهم قدوة تعلمنا منهم أن نفرق بين صدق المبادئ وزيفها ، وأن لا نفقد الأمل أبدا ومنهم ذلك الرمز الوطني الكبير سالم عبيد النعمان الذي رحل مخلفاً إرثا من القيم الكبيرة جسدها في سيرة حياة حافلة بالأمل والتفاؤل رغم كل الانتكاسات التي مرت بها التيارات الوطنية وذاق هو وآلاف غيره مراراتها . قد لا يكون هنالك ما يمكن أن نضيفه بعد كل تلك الكلمات والجمل المعبرة التي سطرها الأستاذ فخري كريم ونشرتها الجريدة في الخميس الثالث والعشرين من هذا الشهر بحق هذه الشخصية ، وقد لا تكون  هنالك مناسبة غير تلك الوصية التي تركها لنا ربما لنعتبر بمعانيها وصية من عدة كلمات طلب فيها أن يوارى ثراه في إقليم كردستان ليجسد من خلالها أنصع صور الإيمان بوحدة الوطن وشعبه  بعيداً عن ضجيج الأدعياء والمنتفعين وشعاراتهم الكاذبة ، لكنا كجيل مكلوم عاش عذابات الضمير أحيانا ، وصحا  متأخراً على زيف الانتصارات الوهمية ، أحوج ما نكون إلى أن نتوقف عند أمثال سالم عبيد وسجاياهم ، علنا نقترب بعض الشيء منهم ، كما أنه قد يكون بعض وفاء .  فنحن وغيرنا ممن يعيش زمن المزايدات السياسية وتزييف المبادئ  والقيم ، نحتاج إلى هؤلاء علّنا نصمد ونصبر لتصحيح معادلة غريبة تسيدت فيها  تيارات وشخصيات لا تجيد غير الكذب فهيمنت على ساحة العمل السياسي بعملية أشبه ما تكون بالتنويم المغناطيسي للملايين المسحوقة ، مجاميع استمرأت اللعبة فتطاولت على القانون والدستور وانتهكت الحقوق و تلاعبت بالمال العام .. زمن غريب لا يصلح لتقييمه كل ما عرفناه من مقاييس .. زمن صار فيها الوطني الحقيقي غريباً ومهمشاً في وطنه والمتمسك بالمبادئ " كماسك جمرة من نار". لا أعرف الراحل سالم عبيد شخصياً ولم ألتق به ولكني قرأت له وسمعت عنه ،وعرفت من أمثاله الكثير ممن جاعوا وشردوا وضاقت بهم سبل الحياة  ، لكنهم لم يخونوا  مبادئهم ولم يهادنوا فظلوا كباراً في الضمائر وحاضرين في نفوسنا عند كل كبوة تصيبنا وما أكثرها  في هذه الأيام ، لذا يعز علينا كثيراً أن نرى بعد كل ما قدمه هؤلاء الباذلون الصادقون من يتجرأ ويحاول تقسيم الوطن بمسميات وتنوعات ما عرفها العراق طيلة نضاله الوطني حتى في أحلك الظروف. نعرف أن سالم عبيد وأمثاله أكبر من كل كلماتنا ، لكنها مرة أخرى تعبير وفاء ومواساة  لنا كمؤمنين بالتيار الديمقراطي عسى أن تعيننا لننتصر لأنفسنا ونزيل هذا الضعف البادي فيها .  فهل وفينا ؟ لا أعتقد !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram