TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: العائد على السجّاد الأحمر

في الحدث: العائد على السجّاد الأحمر

نشر في: 27 فبراير, 2012: 09:39 م

 حازم مبيضينعلى سجادة حمراء بلون الدم اليمني, هبط الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح, العائد من رحلة علاج في أميركا, تماماً كما يهبط أي رئيس كامل الدسم, وكأنه عائد من رحلة صيد, أو إجازة للراحة والاستجمام, لمزاولة عمله مجدداً, وكأنه لم يغادر موقعه مرغماً, على وقع هتافات الشعب التي تنادي برحيله, وبعد انكشافه الفاضح أمام من كان يدعم دكتاتوريته وتسلطه وفساده, ولعل المسؤول عن مطار صنعاء واحدا من أبناء عائلته,
وهو لم يعترف بعد بأن ولي نعمته لم يعد رئيساً, حتى وهو يتحضر لحضور حفل تنصيب خليفته بروتوكولياً, بعد أن تم تنصيبه دستورياً, بمجرد أدائه القسم أمام ممثلي الشعب اليمني, بمن فيهم أعضاء حزب الرئيس المخلوع.أن يحشر صالح نفسه في حفل استقبال هادي للمهنئين, تجاوز فظ على الأعراف والأخلاق والكرامة الانسانية, إلا إن كان يظن أن نائبه السابق سيكون استمراراً لفترات رئاسته, وأنه سيكون مجرد ظل لقامته غير المديدة, وحسناً فعلت أحزاب اللقاء المشترك بقرارها مقاطعة الاحتفالية, التي يخطط صالح والذين معه لتحويلها لحفل وداع لشخصه, يكرس من خلاله فكرة خسارة اليمن لقائد فذ, ما زال رغم تنحيته يمسك مقاليد الأمور, وكان حرياً بهادي أن يكون أول الرافضين, ليؤكد لمن انتخبه أنه جدير بالثقة, وأنه سيكون رئيساً فعلياً, وليس موظفاً عند صالح وعائلته بمسمى رئيس جمهورية, وكان عليه رفض تسلم العلم الوطني من يدين محروقتين وملطختين بدماء اليمنيين,  وكان أشرف له, لو تسلم ذلك العلم من واحد من أبناء الشهداء, الذين قضوا ليصل إلى موقعه.صالح الرافض لوصفه بالمخلوع أو المنتهية ولايته يعرف جيداً أن الانتقال الصوري للسلطة إلى نائبه, لا يعني حتى اللحظة فقدانه لامتيازاته, ذلك أن أبناء عائلته يحكمون سيطرتهم على جميع مؤسسات القوة في اليمن، فابنه الأكبر أحمد ما زال قائداً للحرس الجمهوري والقوات الخاصة؛ ويحيى وطارق إبنا شقيقه يحتفظان بموقعيهما قائدين لقوات الأمن المركزي والحرس الرئاسي الخاص, وعمار إبن شقيقه محمد ظل مساعداً لمدير الأمن القومي, وإبن أخيه غير الشقيق محمد يقود القوات الجوية, وأخواه غير الشقيقين يقودان اللواء الأول والمنطقة الشمالية والغربية في الجيش, وموقع مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة, وصهره يرأس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، وعم زوجته الرابعة هو محافظ عدن, وعم زوج ابنته هو نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط ومدير الصندوق الاجتماعي للتنمية, وزوج ابنته مازال مدير القصور الرئاسية.لا تعني إطاحة صالح, أن اليمنيين لا يدركون مقدار نفوذه المستمر من خلال شبكة أبناء عائلته المقربين, التي تسيطر على أهم المفاصل في الدولة, فالحراك الثوري مستمر لكنسهم من مواقع يشغلونها فقط بسبب قرابتهم من الرئيس المخلوع, وهم جزء من منظومة الفساد التي استشرت في عهده غير الميمون, ومن أشكال هذا الحراك تنظيم ضباط القوات الجوية مسيرة حاشدة نحو صنعاء، وهم يهتفون ارحل, ضد قائدهم، وهو أخ غير شقيق للرئيس المخلوع , ويدرك اليمنيون أن صالح سيظل في السلطة طالما احتفظ أفراد عائلته بمواقعهم, وما حكاية السجاد الأحمر المفروش له في مطار صنعاء, وتطفله على حفل خاص بالرئيس الجديد للبلاد, إلا أدلة على ذلك, وتأكيداً على أنه لا يوجد تغيير حقيقي في دولة مازالت تشهد صراعات قبلية ومازالت أيضاً محل تجاذبات إقليمية ودولية لاتخفى على أحد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram