TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > وقفة: الإيمو والإرهاب

وقفة: الإيمو والإرهاب

نشر في: 27 فبراير, 2012: 10:10 م

 عالية طالبهل تذكرون ما كانت تفعله الكنيسة البطريركية في الشعوب والملوك ، هل تقلبون كتب التاريخ الصفراء وهي  تؤشر  سلطتها وقراراتها بحرق هذا وهذه وبمنع  أحكام وزيجات واتفاقات ومتغيرات لم تكن تتوافق مع  مزاج الكنيسة ورجالاتها وبما يذكرنا بسلطة  رجال المعبد أيام تواجد النبي " يوسف" –رض- في ارض الكنانة أيام الفراعنة .
هذه السلطة البطريركية  لم تختف تماما بل أخذت وجوها متعددة على مر الأزمنة وكان تطورها يتخذ لبوسا سلطويا  يختفي داخل قبعات وعمامات وبيريات عسكرية ودينية وحسب واقع الأمكنة والأزمنة والرغبة في إشغال الرأي العام لينصرف عن همومه الحقيقية التي تتسبب بها الحكومات ورجالاتها على سدة الحكم .اليوم  تظهر على السطح العراقي ظاهرة جديدة تذكرنا بما حصل في سبعينيات القرن الماضي حين كان رجال الشرطة والانضباط  يصبغون سيقان الفتيات ويمزقون بناطيل الشباب  لإتباعهم موضة  ذلك الوقت ، هذه الظاهرة التي نحن لسنا "معها أو ضدها "  تحظى باهتمام رجال الداخلية الذين بدؤوا بالبحث عن أصحابها ونشطت أجهزتهم الأمنية في استخباراتها وتحرياتهم بطريقة فاعلة وحيوية لا تتناسب مع خمولها وتغافلها عن الإرهاب والإرهابيين والفساد والمفسدين والجريمة والمجرمين والسرقة والسراق والتجاوز والمتجاوزين على المال العام بكل  شطارة لا تضاهي شطارة أحسن الشطار ، فقط لنتخلص من الإيمو لأنهم أصل بلاء كل ما ذكرناه سابقا !!!فهل يستحق "الإيمو" كل هذا التفرغ الأمني للبحث عنه ؟ وهل هو أكثر من  ظاهرة بدأت أوائل التسعينيات , وهي عبارة عن فرَق موسيقية كانت تغني أغاني عاطفية ؛ كان لها أثر في جذب الأطفال ، والشباب ، الذين يشعرون بالحرمان ، والهجران , فانبثق عن ذلك فرقة تُعنى خاصة بأغاني الأطفال , وقد سميت باسم فرقة (Weezer) اشتهرت أغانيها بين الأطفال ، والشباب ، حتى حصل قائد هذه الفرقة على لقب "آلهة الإيمو" , وقد تميزت هذه الفرق وأتباعها بلباس معين ، وشكل معين مميز ، فالملابس ضيقة ، والشعور داكنة محترقة , والماكياج خاص , وقد اكتنف هذه الفرقة جو من الغموض والسرية بعد ان تسببت في حوادث لدى الشباب نتيجة التفسير الخاطئ لتوجهاتها وهو ذات التفسير الذي تعتقده مديرية الشرطة المجتمعية التابعة لوزارة الداخلية التي تقول ان انتشار هذه التقليعات في أوساط المراهقين والشباب، خطر يهدد المجتمع العراقي يتوجب القضاء عليه، بعد دراسة مستفيضة لهذه الظاهرة واكتشاف أن بعض مقلديها اتخذوا من فكرة ( عبدة الشيطان ) تقليدا بدون دراية!!إن كانوا قد فعلوا فعلا وبدون دراية كما  تؤكد الدوائر الأمنية ، فهل الأمر لا يستدعي أن  نضعهم في دائرة إشاعة الوعي بدل ان نطاردهم بالقضبان والحديد حتى لا نستلم رد فعل معاكس يجعلهم يتشبثون بما فهموا استنادا على مقولة " كل ممنوع مرغوب" وهو ما نلمسه واقعا في العديد من الملفات التي  تتعلق بواقع الشباب بعد ان كثرت  ممنوعات المجتمع أمامهم وخلفهم ومن جهاتهم الأربع؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram