اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > قد يأكل الشعراء كلماتهم قريباً

قد يأكل الشعراء كلماتهم قريباً

نشر في: 28 فبراير, 2012: 07:50 م

ترجمة/ عادل العاملانسحب عدد من الشعراء مؤخراً في بريطانيا من التنافس على جائزة ت. س. إليوت، التي تقدمها جمعية كتاب الشعر Poetry Book Society، و قيمتها 15 ألف جنيه استرليني، ومن هؤلاء أليس أوزوالد، وهي واحدة من أشهر الشعراء الأحياء في بريطانيا، والكاتب الأسترالي جون كينسيلا. و قد جاء موقف هؤلاء الشعراء بعد أن فقد مجلس الفنون التابع للجمعية تمويله، و قرر الحصول على الرعاية من شركة استثمار تدعى أوروم. وليس واضحاً، يقول كاتب المقال، ما الذي يحتج عليه الشعراء بالضبط. لكن المشكلة ببساطة كما يبدو هي أن الشركة  تمثّل المال و الرأسمالية و التمويل ــ و هي كلمات قذرة بالأحرى في وقتنا هذا!
إن الأدب و التمويل يرتبطان في علاقة أسعد في مجالات أخرى. فجائزة الأدب القصصي الأكثر مهابةً في بريطانيا، جائزة مان بوكر Man Booker، ترعاها شركة مان كروب  Man Group، و هي شركة تمويل أكبر و أشهر بكثير من أوروم. كما أن جائزة أورانج ترعاها شركة تلفونات موبايل. و جائزة كوستا تدعمها شركة أغذية و مشروبات. وهي جميعاً شركات كبيرة، و تضع أيضاً قدراً كبيراً من المال في الفنون. فهل هذا أمرٌ سيّئ حقاً؟ من الواضح أن بعض الناس يفكرون هكذا. فعندما فاز جون بيرغَر بجائزة بوكر في عام 1972 على روايته الرائعة (G)، أعطى نصف المبلغ للفهود السود في أميركا، و هي حركة أميركية ـ أفريقية راديكالية، و ذلك احتجاجاً على صفقات البوكر في الكاريبي. و قد طلبت جانيت و ألان ألبيرغ، و هما مؤلفا كتب أطفال محبوبة كثيرة ألاّ يُدخلونهما في جائزة لكتب الأطفال ترعاها شركة Nestle.إن تاريخ الرعاية طويل بطول تاريخ الفن. فمعظم العمارة التذكارية قبل القرن العشرين كانت بتكليف من الملوك أو الأثرياء. و لقد عاش مايكل أنجلو في الواقع مع داعمه المالي، لورينزو دي مديتشي، و هو أحد أفراد أسرة مصرفية شهيرة. بل  كان هناك شفعاء يذهبون إلى أبعد من ذلك. ففي القرن السادس عشر كان البابا جوليوس الثاني معروفاً بتكليفه إنجاز أعمالٍ فنية و صورته في مركزها. و في عام 1668، عيّن تشارلس الثاني جون درايدن لينسج شعره في سنوات الإصلاح  Restoration ــ و هكذا ولدت وظيفة كبير الشعراء، مع المهمة المحددة لكتابة الشعر عن الملك.و هناك أيضاً أمرٌ غير سويّ في ما يتعلق بهؤلاء الشعراء الذين يقررون اليوم أنهم لا يريدون أموالاً من القطاع الخاص. فمَن المفترَض به بالضبط  أن يموّل الفنون، يا تُرى؟ يبدو لي أن التشجيع، و ليس الإساءة و الرفض، هو ما ينبغي توجيهه إلى المنحة الخاصة. و سجل ذلك واعد تماماً في الواقع. ففي عام 1976 منح المتبرعون الخاصون 600,000 جنيه  للفنون. وفي عام 2009 كان ذلك المبلغ 686 مليون جنيه. و لم يكن كل ذلك المال تمويلاً من شركات ــ فبعضه من أفراد أثرياء أو غير أثرياء جداً. لكن المبالغ الكبيرة تأتي من تبرعات الشركات. وجميع المصارف أيضاً لديهم مجموعات فنية  خاصة، و هو شكل آخر للرعاية. فهل ينبغي عدم تشجيع هذا أيضاً؟ هل ينبغي جعلهم يغطّون جدرانهم بأوراق البنكنوت أو الكمبيالات بدلاً من اللوحات الفنية؟ إذا كانت هناك من شكوى ضد شركة، أو متبرع، أو داعم على وجه الخصوص، فإن رفض أخذ المال منهم يكون مفهوماً. لكنني لم أسمع أية شكوى في قضية جائزة ت. س. إليوت. و يبدو أنه كره معمَّم لفكرة أن يحتك المال و الفن بعضهما ببعضٍ معاً. و هذه اليوم أوقات عسيرة وتمويل الحكومات للفنون هابط. و على الشعراء أن ينتبهوا جيداً، و إلا فإنهم قد لا يكون لديهم قريباً سوى كلماتهم يأكلونها!rn The Economist

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

طلب 25 مليونا لغلق قضية متهم بالمخدرات.. النزاهة تضبط منتحل صفة بـ"موقع حساس"

أسعار صرف الدولار في العراق

محاولات حكومية لانتشال الصناعة العراقية من الاستيراد.. هل ينجح الدعم المحلي؟

اكتشاف مقابر جماعية جديدة في الأنبار تفضح فظائع داعش بحق الأبرياء

فوائد "مذهلة" لممارسة اليوغا خلال الحمل

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram