TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > قمّة الملامح المختلفة

قمّة الملامح المختلفة

نشر في: 28 فبراير, 2012: 07:59 م

 لينا مظلوم يراهن المتابعون لتاريخ القمم العربية على عدة عوامل و مستجدات ستفرض نفسها على أجواء مؤتمر القمة الذي سيعقد في بغداد  29 آذار المقبل إذ تؤكد المصادر إصرار التوجه الرسمي العراقي على عقد القمة رغم العقبات الأمنية التي تسعى أطراف خارجية إلى إثارتها كي تعيد القمة إلى ملف التأجيل مرة أخرى.
 تعرضتْ المنطقة العربية إلى تغييرات جذرية ما زال العديد من توابعها بحاجة إلى إعادة قراءة هادئة بعيداً عن التأثيرات الانفعالية وصخب المشاعر، لِفك رموز وأحداث عام (عربي) اختلفت طبيعة توالي الفصول عليه .. عام من الرياح الساخنة المتلاحقة .البلد المُضيف- العراق- شهد العام الماضي - تأثراً بالأحداث المحيطة حوله عربياً- حالة من النشاط الشعبي عبّرت بأسلوب مباشر قويّ عن سخطها و رفضها تجاه من منحوهم أصواتهم الانتخابية مقابل تحقيق أبسط المطالب الحياتية و الإنسانية للمواطن العراقي.. في المقابل تكشّف الوجه القبيح لمن يديرون العملية السياسية في العراق عن توجّه أبعد ما يكون عن مصالح العراق..واضعا كل ولائه عند أعتاب نظام ديني إيراني لم يخجل من ممارسة أفظع وسائل القمع والدموية ضد معارضيه داخل إيران.. النتيجة المعروفة هي إقحام العراق في دوامة بشعة من الصراعات الطائفية و التردي و الفوضى التي عمّت كل مظاهر المجتمع و الثقافة التي طالما بزغ نورها من بغداد ليضيء العالم العربي.. على الجانب السياسي ، ظهرت منذ عام 2003 حالة حسّاسية مفرطة و مشاعر قلق متبادلة بين طرفين، احدهما الشارع العراقي  والآخر الشارع العربي..مفادها مخاوف و شكوك حول (عروبة العراق)..في المقابل ردَّ الشارع العراقي على هذه المخاوف بمشاعر المرارة و العتاب تجاه سلبية و صمت (الأشقاء) و نالت جامعة الدول العربية نصيبا كبيرا من غضب الشارع العراقي – كما يحدث حالياً مع الشارع السوري- بينما حقائق و طبيعة الواقع العربي آنذاك تؤكد أن حالة الترهل و الوهن السياسي العربي لم يكن بمقدورها إعادة ضخ الدماء إلى شرايين الجامعة العربية لتمنح قراراتها تأثيرا و قوة أمام المخططات الدولية..غاب عن الغاضبين أن الجامعة تستمد قوتها من الدول المؤسِّسة و ليس العكس..إذ أن فاقد الشيء لن يعطيه.. و يبقى الأمل أن يساهم هذا التكتل العربي ،داخل إطار ملامح صورة جديدة فُرِضت على أغلب الأنظمة العربية المترهلة، في امتصاص المرارة من الشارع العراقي ..إذ رغم ما يؤكده الواقع أن اهتمامات الشارع العراقي تتركز حول الوضع الداخلي..إلا أن هذا  لا ينفي أهمية عامل الاحتياج المتبادل بين العراق و الدول العربية بحكم الحقائق التاريخية والجغرافية والاقتصادية التي تضع العراق في صدارة قائمة الدول العربية المطلوب استعادة دوره المؤثِّر سياسياً.. بالإضافة إلى أن التغييرات العربية – بكل ما لها وما عليها- قد تضخ (أوكسجين) الحراك السياسي في تيارات مختلفة- ليبرالية أو غيرها- يحتاج العراق إلى تفعيل دورها.مد الثورات لم يكن مستبعدا عن سوريا في ظل نظام استبدادي جثم على صدور السوريين عقودا طويلة..إذ لم تصدُق التوقعات التي واكبت وراثة بشار الأسد الحكم عن تغييرات حقيقية تُضفي ملامح النضارة والحرية على صورة حزب بعثي لم يبق سوى بالقبضة الحديدية.. هذه الثورة لم تسلم- كغيرها- من محاولات دولية للاستيلاء عليها وتوظيفها لمصالحها الخاصة.. لكن يبدو أن وسائل الاستيلاء هذه المرّة تتم عن طريق قرارات المنظمات الدولية بدلا من التدخل عن طريق القوة العسكرية، دول أوروبا، التي اتّعظت من فشل التدخل الأميركي في العراق؛ و التكاليف و التضحيات الباهظة لتدخل دول حلف الأطلسي في ليبيا، لا تبدو متحمسة لتكرار التجارب المريرة.رغم الاستقرار السياسي النسبي في تونس..تبقى المخاوف محدودة من سيطرة التيارات الإسلامية ..إذ تسير الحالة التونسية في اتجاه تيار ديني أكثر انفتاحا على الغرب..واضعاً أمامه النموذج التركي.. بينما تُغلّف الضبابية أجواء تطورات الثورة الليبية لتضعها حتى الآن في مناخ غير مستقّر من الصراعات و الاقتتال القبلي و محاولات سيطرة من تيارات سلفية متشددة.. تضع علامات استفهام أمام الملامح النهائية لصورة الثورة الليبية.الثورة المصرية تعيش – بعد نشوة الانتصار - واقعاً متراكماً ومستحدثاً من الصراعات و الأزمات المعقدة التي يتجاوز حجمها مجرد خطوات العملية السياسية التي تتم حاليا..إذ بعيدا عن المخاوف، و هي عديدة منها ما يتعلق بالجانب الاقتصادي و الأمني و منها ما يمس حريات الفكر و التعبير في ظل هيمنة التيارات الدينية على مجريات العملية السياسية ..و تبدو كل الأطراف الرئيسية : مجلس القوات المسلحة ،قوى شباب الثورة و التيارات الدينية في حالة صدام متبادل وتوترات مفادها تعنّت كل طرف..المجلس الذي تحمّل بعد الثورة إدارة البلاد اصطدم مع شباب الثورة الذي تعامل معه كحاكم لمصر..بينما أخطأ شباب الثورة بدوره حين ترك ممارسة العمل السياسي للتيارات الدينية و اختار البقاء في الشارع و التجمعات الأسبوعية بدلا من بناء قاعدة شعبية موحدة لها تأثير سياسي قوي، وهو اختيار لا تتطلبه العملية الانتقالية لتأسيس حالة جديدة عوضا عن تلك التي أطاحتها الثورة.أخيراً في إط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram