إحسان شمران الياسريكنيسة اللاتين أو (السيدة العذراء) واحدة من معالم قلب بغداد (الشورجة). وهناك العديد من المعالم في هذه المنطقة، كجامع الخلفاء..وقد عجبت أيما عجب وأنا أرى تلك المعالم تُطمر تحت أشياء من صُنع الإنسان وفي غفلة أو إهمال من أمانة العاصمة ومن الجهات المسؤولة عن إدارة وحماية مثل هذه المعالم التي هي جزء من موروث بغداد.
فعلى واجهة الكنيسة الرائعة يضع احد المطاعم المشهورة لوحة تعريفية بطول عشرة أمتار وارتفاع ثلاثة أمتار يدعو فيها الزبائن لتناول وجبات إفطار وغداء شهية، فيما يُحرم بيت الله من التبشير برسالته ودعوة الناس لتناول غذائهم الروحي، والاستماع إلى ذكر الله..وأحسب أن المسؤول الأول عن حالة الكنيسة بعد أمانة بغداد هي الهيئة الدينية المسؤولة عن إدارة الكنيسة التي وافقت على المتاجرة بجزء من ارض الكنيسة وحوّلتها إلى محال تجارية ومطاعم شعبية بقصد الحصول على المال.فهي اليوم لا تستطيع رفع القطعة التسويقية بالمطعم لأنها وافقت على تغليب منافع الإيجار على منافع استمتاع أهالي بغداد وبهجتهم بهذه التحفة المعمارية.. وبيت الله المقدس. وكما تقول الأخبار من الشبكة العنكبوتية "إن الكلمات تعجز عن وصف حال كنيسة اللاتين، المَعْلَم المعماري والتاريخي وأحد أقدم كنائس بغداد الواقعة في منطقة الشورجة، والتي يقابل صليبها الكبير قبة جامع الخلفاء. فمجمع الكنيسة يضم دير ومدرسة القديس يوسف، وقبر الأب العلامة أنستاس ماري الكرملي، وقبور الآباء الكرمليين، ومدافن الأخوات الراهبات الدومينيكات المعروفات براهبات التقدمة، وتماثيل لقساوسة لاتينيين. وإن المتجول في أرجاء مجمع الكنيسة يرى الحطام والركام في كل مكان، وقد تآكل الخشب وعلت الرطوبة جدران الدير القديم، ومدرسة القديس يوسف، والمياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي تغمر الأرض وقبور راهبات التقدمة. وعلى الرغم من حال الكنيسة التي يرثى لها، إلاّ أن الناس مسيحيين ومسلمين يؤمونها للابتهال إلى الله ويوقدون الشموع ترحما على أرواح المدفونين فيها.لقد افتتحت الكنيسة عام 1871 وحولت خلال الحرب العالمية الأولى إلى مستشفى، ثم أحرقها الجيش العثماني لدى انسحابه من بغداد، وفي عام 1956 استملكتها الحكومة العراقية، وبقيت مغلقة ما بين عامي 1966 و1976، ولكن مع تزايد عدد العمال المصريين الذين وفدوا في سبعينات القرن الماضي على العراق للعمل فيه، تم ترحيل الآباء الكرمليين عنها، وتم منحها للأقباط الأرثودوكس المصريين، وفي عهد صدام هدمت العديد من مبانيها، وضمت أجزاء منها إلى سوق الشورجة.
على هامش الصراحة: كنائس بغداد.. حلم (المطاعم)!!
نشر في: 28 فبراير, 2012: 08:56 م