 بابل / إقبال محمدانتقد مواطنون من محافظة بابل قرار مجلس النواب تخصيص نحو 60 مليار دينار لشراء سيارات مصفحة لأعضائه، مطالبين بتخصيص هذا المبلغ لشراء منظومات مراقبة متطورة وأجهزة لكشف المتفجرات.
وقال الروائي سلام حربة في حديثه لـ"المدى": أنه بدلا من تبذير هذا المبلغ على شراء سيارات مصفحة للنواب كان الأجدى تخصيصه لنصب منظومات مراقبة متطورة لرصد تحركات الإرهابيين والمسلحين، أو لشراء أجهزة الكشف عن المتفجرات بدلا من الأجهزة الحالية التي أثبتت عدم جدواها.أما الناشط في حقوق الإنسان عباس حسن فأشار إلى ان "المواطن العراقي انتظر بفارغ الصبر المصادقة على موازنة العام الحالي، وكذلك المتقاعدون كانوا يأملون زيادة رواتبهم، ولكن جاء قرار مجلس النواب لشراء سيارات مصفحة مخيبا للآمال".وأكد حسن أن "حماية النواب ليست في السيارات المصفحة بل بمساعدة الشعب والتقرب منه وليس الابتعاد عنه"، واصفا شراء السيارات المصفحة بأنه "استقطاع جزء من لقمة الشعب، ولكن يبدو ان النواب يهتمون بأمنهم وسلامتهم ولا يكترثون للمواطنين الذين سقط المئات منهم في محافظة بابل ومحافظات أخرى الأسبوع الماضي"، بحسب تعبيره.عضو التيار الديمقراطي قصي الطائي قال في حديثه لـ"المدى": "كثيرة هي المشاكل التي يعانيها المواطن واعتقد ان تخصيص مليارات الدنانير لخدمة الشعب أفضل من منحها لأعضاء مجلس النواب الذين لا يستطيعون ان يتحركوا إلا بسيارة مصفحة فكيف يستطيعون خدمة الناس".ودعا المواطنين إلى "إعادة النظر بكل من انتخبوهم لأن الكتل السياسية تتصارع وتتصالح من أجل المصالح المشتركة فيما يعاني المواطنون من أزمات خانقة".  المواطن عماد كاظم حسن قال في حديثه لـ"المدى": ان "هم النائب الأول والأخير حماية نفسه وعائلته وليس حماية المواطن الذي انتخبه، النائب يعيش في المنطقة الخضراء ويحرسه 30 عنصر حماية وبالرغم من ذلك يطالب بسيارة مصفحة".وشدد على أن "العراق يعاني انفلاتا أمنيا وعدم وجود خطط أمنية محكمة للسيطرة على العمليات الإرهابية، وكان على النواب الاهتمام بأمن الوطن والمواطن لا أمنهم الشخصي".واتفق معه المواطن حميد عبد الذي متسائلا "هل العضو البرلماني أهم من المواطن الذي انتخبه والذي يعيش في حالة رعب دائم جراء العمليات الإرهابية، على البرلمان قبل ان يوفر الحماية لأعضائه ان يحمي الشعب وبهذا المبلغ الكبير جدا نستطيع إن نحسن منظومتنا الأمنية بشراء أجهزة سونار حديثة"، بحسب ما قال لـ"المدى".في حين نبهت المواطنة نور علاء في حديثها لـ"المدى"، إلى أن "تصويت البرلمان على شراء السيارات المصفحة تزامن مع خميس أسود دامٍ مر على محافظة بابل بانفجار أربع سيارات مفخخة أودت بحياة العشرات من الشهداء والجرحى نساء ورجالا وطلبة وعمال بناء وأطفالا لعدم وجود منظومة أمنية متكاملة تحمي المواطنين".فيما أكد المواطن كريم نعمة جعفر في حديثه لـ"المدى" على أن "مبلغ السيارات المصفحة بإمكانه تعزيز عمل الأجهزة الاستخبارية"، مبينا أن "تدريب كوادر متخصصة في الاستخبارات لكشف الجريمة قبل وقوعها أجدر من السيارات المصفحة ومنظومات المراقبة".المواطن بلال محمد تساءل في حديثه لـ"المدى" قائلا: "إذا كان النواب يخشون على انفسهم إلى هذا الحد فلماذا رشحوا للانتخابات أصلا ونحن نعيش في بلد غير مستقر أمنيا"، لافتا إلى أنه "كان الأجدر بالنواب البحث عن طريقة أو وسيلة أخرى يعبرون فيها عن ولائهم للوطن غير عضوية مجلس النواب".وتابع بالقول: "يبدو أن النواب في ذروة انتشائهم بالمنجزات التي حققوها بفضل مواقعهم وأخذوا يبحثون عن مصادر أخرى لحماية نفسه دون إن يفكروا بآلاف المسحوقين من أبناء الشعب الذين لا يملكون حتى ثمن الدواء ولا قوت يومهم"، مشيرا إلى أن هناك الآف الخريجين يفترشون الطرقات "وكان على النواب بدلا من التصويت على شراء المصفحات البحث عن العاطلين والأرامل والأيتام لتسديد ما بذمتهم تجاه ناخبيهم".