TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: طرابيش "الحبربشية "

نص ردن: طرابيش "الحبربشية "

نشر في: 28 فبراير, 2012: 09:00 م

 علاء حسن الجهات الرسمية  ولفقدان الثقة بالخبرات المحلية في كل المجالات ، استعانت بشركات اجنبية وصلت الى جمع  نفايات من احياء محددة في العاصمة بغداد ، لقاء دفع ملايين الدولارات ، وهذا التوجه يؤكد ان المسؤولين  رسخوا حقيقة "مطرب الحي لايطرب " على الرغم من ان "المسعول  والمساعيل"  ملتزمون بتحريم سماع الغناء والموسيقى ، ولكنهم يطربون  للانغام  المحتفظة بالطابع الشرقي ، وعلى طريقة العزف التركي .
نشاط القطاع الخاص العراقي  ، تعرض  ومنذ سنوات الى  تغييب مقصود بفعل السياسات الاقتصادية "الحكيمة " فكانت النتيجة  استيراد  اللبن والكراث  والبصل من دول الجوار ، وهجرة رأس المال الى عواصم عربية ، تتوفر فيها بيئة استثمارية مناسبة غير خاضعة للابتزاز ، وربما لاتتعرض لتدخلات "المساعيل"  في منح عقود الاستثمار  مقابل الحصول على المقسوم ،وتوزيعه بين "الحبربشية" المتنفذين الواقفين وراء تقديم التسهيلات لابرام العقود بمنتهى الوضوح والشفافية .  ما تردد مؤخرا  من معلومات في  الوسط الاعلامي عن منح شركة تركية حق الترويج الاعلاني لمؤتمر القمة  اثار الاسئلة عن دور "الحبربشية " في تجاهل الشركات العراقية ، علما انها الاكثر  علما واطلاعا بسايكلوجية  الجمهور العربي، واذا كانت قليلة الخبرة في هذا المجال على حد قول زعيم "الحبربشية"  بامكانها الاستعانة بخبرات اجنبية من دول اخرى ، وليس بالتحديد من دولة "حبربش"  ، وفي حال صحة ادعاءات الزعيم فمن واجبه الكشف عن مبلغ العقد ومقداره بالدولارات وليس بالدنانير ، ومن حق الاخرين معرفة مثل هذه المعلومة ، وحجبها يعني اخفاء مآرب اخرى.اغاني الراحلين داخل حسن وسعدي الحلي ورياض احمد وقبلهم ناظم الغزالي و عشرات غيرهم  من المطربين العراقيين تجاوزت الساحة العراقية ، ووصلت الى اوربا لان المغتربين العراقيين هناك الهاربين من "الحبربشية"  السابقين واللاحقين ، روجوا للاغنية العراقية في المنافي ، فانهالت دموع الغرباء للتعبير عن تعاطفهم مع المهاجرين قسرا عن وطنهم ، مع تمنيات بالعودة  بعد القضاء على عتاة "الحبربشية" في كل دول العالم ،  وبفعل تلك الاغاني  اندحرت اكذوبة مطرب الحي لايطرب  ، لكن هناك من يصر على  الترويج لها  مستعينا بخبرة شركات اجنبية ، ويعمل جاهدا على ترسيخيها بشتى الوسائل والسبل للحفاظ على مكاسب ومصالح "الحبربشية ".يقال ان الدستور العراقي ضمن للمواطنين حق الحصول على المعلومة ،  واستثنى من ذلك القضايا المتعلقة بالامن الوطني ، واستنادا لهذا الحق  على الجهات الرسمية الكشف عن مبلغ  العقد مع  اية شركة سواء عراقية او  اجنبية لتقوم بمهمة الترويج الاعلاني لمؤتمر القمة ، والطلب مشروع  ولايمس امن الدولة  ولايهدد "مساعيلها" الكبار والصغار ، ولكنه بلا شك يرعب زعيم "الحبربشية" خشية تسرب  روائح فساد من ملف العقد ، علما ان العد التنازلي لموعد انعقاد القمة بدأ بتوجيه الدعوات للقادة العرب ، ولم يلمس او يشاهد العراقيون اية مظاهر للترويج الاعلاني لعقد المؤتمر، ويبدو ان الحملة ستبدأ باشارة من "حبربشي"  يرتدي الطربوش المصنوع يدويا في دولة يعرفها العراقيون.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram