حازم مبيضين لا ندري بماذا نصف تصريحات وزير الخارجية الإيراني, عند استقباله وزير الدفاع اللبناني, حول المسألة السورية, إن لم نسمها تدخلاً خارجياً, وهو مع معرفته أنه يتدخل من الخارج في أمر سوري داخلي, يؤكد معارضة بلاده لأي تدخل خارجي في شؤون سوريا, ويشدد أن حل أزمتها يجب أن يكون بين السوريين أنفسهم, وهو يواصل تدخله, بإعلانه أن بلاده تدعم مسيرة الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة السورية,
لتحقيق مطالب الشعب, ولم ينس مقولة الممانعة وهو يحلل الأوضاع في بلاد الشام, حين أكد أن تشديد الضغوط على سوريا حكومةً وشعباً, ناجم عن موقفها المستقل والصلب في دعم تيار المقاومة, لمواجهة إسرائيل في المنطقة. بالتأكيد هناك تدخلات خارجية في الأزمة السورية, التي يصح وصفها أيضاً بأنها أزمة داخلية عربية, حاولت الجامعة العربية البحث عن مخرج منها في الإطار القومي, على ما في ذلك من مثالب تمثلت بالسيطرة القطرية على قرارات تلك الجامعة, ولم نسمع بعد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية عضو في جامعة العرب, وهي التي تحتل أرضاً عربية تابعةً لدولة الإمارات العربية , وترفض حتى التحكيم الدولي بشأنها, وغني عن القول إن هذه التصريحات تأتي رداً على مؤتمر أصدقاء سوريا الذي انعقد بتونس ولم يخرج بأي نتائج, ومع ذلك فإن الوزير الإيراني ينتقد إجراءات الدول الغربية في تعاملها مع الأزمة السورية, ويصفها بأنها متسرعة, في حين تتجاهل المشاكل الرئيسية للعالم الإسلامي, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, ولسنا ندري مرةً أخرى كيف نصف هذا, بغير الدعوة لتلك الدول للتدخل في قضايا داخلية في عالم الإسلام, الافتراضي كما ينبغي التأكيد, وعديم الوجود على أرض الواقع, إلا في ذهن قادة الثورة الإيرانية.تركيا تتدخل بذريعة أن ما يجري في الدولة المجاورة يؤثر على استقرارها, بينما يتم اتهامها من قبل مؤيدي نظام الأسد بالتدخل على أساس طائفي, بذريعة الدفاع عن أهل السنة السوريين في مواجهتهم لنظام علوي, وإيران تمد إصبعها في الأتون السوري بذريعة الدفاع عن دولة أساس في حلف الممانعة, في حين تتهم بالدفاع عن الهلال الشيعي الآخذ في التشكل من طهران إلى بيروت, وأميركا تتدخل دفاعاً عن إسرائيل وهي حليفتها الاساسية في المنطقة, وتزعم أنها فقط تدافع عن الديمقراطية التي تشتهيها للسوريين, وروسيا تبعث ببعض قطعها الحربية إلى ميناء طرطوس في عام انتخابات رئاسية, ولتظل أقدامها تسبح في المياه الدافئة مبعدة ما يسمى ربيع العرب عن الجمهوريات الإسلامية, والمهم أن الصراع في سوريا انتقل إلى صراع عليها، متاح التدخل فيه لكل صاحب مصلحة أو هوى.بقدر ما نرفض التدخل الايراني الفج في قضية سورية داخلية, فإننا بالتأكيد نرفض التدخل التركي والروسي والفرنسي أيضاً, ونؤكد أن كل وطني سوري يرفض أي تدخل من أي جهة كانت, وتحت أي ذريعة تساق لتبريره, وهنا يجب التأكيد أن تدخل الجامعة العربية لحل الأزمة السورية, لا يعتبر تدخلاً خارجياً, وتم قبوله من المعارضة والنظام في آن معاً, وإن بفهم مختلف, والمؤسف اليوم أن الجميع يتخلى عن الوطنية السورية, لصالح البحث عن انتصار ما, فالنظام سعيد بالتدخل الروسي الإيراني لصالحه, وبعض المعارضين ينادون علناً بتدخل عسكري غربي أو عربي لإسقاط الأسد, والجميع يغلف ذلك بعبارات تحاول التستر بالوطنية ومصلحة السوريين.
في الحدث :سوريا والتدخل الخارجي
نشر في: 28 فبراير, 2012: 10:27 م