كربلاء/ المدى وسط صفائح حديدية وعلب كارتونية في محافظة كربلاء تسكن سلمى، ورغم ما تعانيه من أمراض نفسية وقسوة الفقر وظلم الأيام، فأنها تعتز بهويتها وتقول بأعلى صوت أنا عراقية من أب وأم.جاءت من محافظة البصرة وقبعت تحت ظل كابينة كهرباء مرصوفة إلى جانب الشارع تتلاحقها أعين المارة بازدراء وقلق، مصرة على أن تفترش الأرض أمام احد الطرق الرئيسية في كربلاء (شارع قبلة الإمام الحسين)
لتكون أمام أنظار المسؤولين وأعضاء البرلمان، وأوضحت "ها أنا بهذه الحالة، انظروا إليّ لعلكم تشكرون على النعمة التي حصلتم عليها بأصوات الشعب الذي قطف ثمار الديمقراطية الجديدة بمزيد من الجوع والحرمان".غياب عين الدولة راعية المواطنين سبقه قرار اتخذته عائلة سلمى، وذلك بطردها من المنزل، والسبب في ذلك أصابتها بأمراض نفسية، إذ جرت وحدها تبحث عن مكان يقيها من عذاب الصيف وشدة الشتاء.وتتجول أمس نائبة في البرلمان بين سكان كربلاء وتعاين سوء حالهم، ولما اقترب منها فريق (المدى)، قالت "الحكومة تتحمل الوزر الأكبر عمّا لحق المواطنين من حيف، العراق بلد الثروات النفطية، تسكن فيه أربع عوائل في بيت واحد، وهو أمر جيد بالنسبة لغيرهم الذين لا يمتلكون مأوى لهم".وردا على سؤال عن حالة سلمى أجابت إيمان الموسوي القيادية في التيار الصدري "إنها لا تختلف عن سواها، فأنتم رصدتم غيضا من فيض، هناك عينات أسوأ بكثير في عراقنا الجديد".وتوجه الموسوي اتهامات إلى الحكومة، وقالت "نحن في البرلمان عملنا على سن الكثير من القوانين ولكن لم نجد أذنا صاغية من قبل السلطة التنفيذية، فهي تعمل على هدم منازل المتجاوزين رغم أننا أوصينا بالتريث إلى حين إيجاد حل لهم، يبدو أن السلطة التنفيذية لا تنظر إلى المواطن بعين الشفقة".
لا شيء يؤوي سلمى سوى صفائح كارتونية
نشر في: 28 فبراير, 2012: 11:16 م