TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بورتريه:الخـــوجــا أحمــد داوود أوغلـــو

بورتريه:الخـــوجــا أحمــد داوود أوغلـــو

نشر في: 29 فبراير, 2012: 07:53 م

صالح الحمداني قد لا يتوفر له الكثير من الوقت ليصبغ شاربيه كما يفعل عادة – على ما يبدو - مع شعر رأسه، لكنه بالتأكيد لديه متسع من الوقت لاختيار خياط جيد لبدلاته الفاخرة، واللائقة بمهندس لدبلوماسية حوّلت تركيا : من بلد ساع ( بجنون ) للدخول تحت خيمة الاتحاد الأوروبي المتمنع – فرنسيا على الأقل – إلى وريث مفترض للدولة العثمانية، يحلم، ويخطط، ويسعى لكومنولث عثماني يضم خمسة وأربعين بلدا، يناظر كومنولث بريطانيا العظمى، ويتحدى – بالتأكيد – فرانكفونية فرنسا الساركوزية، الملوّحة دوما بملف الأرمن الشائك.
يسمّونه في بلاده " رجل الظل " أو " صاحب اليد العليا "، بينما يصرّ (مريدوه) في الخارجية التركية، التي تسلم حقيبتها في مايو/أيار 2009، على تسميته بـ " الخوجا " أي المعلم. صحيفة " مللييت " أسمته مرة " توأم توماس فريدمان " كاتب نيويورك تايمز الشهير، الذي توقع في أحد كتبه "زعامة تركية لكل الجغرافيا العربية، مضافا لها دول البلقان، والقوقاز، وآسيا الوسطى، بحلول عام 2050".ولد في عام 1959 في " قونية " الواقعة في قلب الأناضول، وأكمل دراسته الثانوية في " إسطنبول إركك ليسسي " ، وهي مدرسة عالمية ألمانية، ليلتحق بعدها بقسم العلوم السياسية في " جامعة البوسفور " التي تعد من أهم المؤسسات الجامعية التركية، والتي تدرس موادها باللغة الانكليزية. وليتخرج من كلية " الاقتصاد والعلوم الإدارية " فيها عام 1983 بتخصص مزدوج في " العلوم السياسية والاقتصاد ". البروفيسور أحمد داوود أوغلو يتقن اللغات : الإنكليزية، والألمانية، والعربية.  وقد نالت كتبه ومقالاته شهرة واسعة، وترجمت إلى لغات عدة من بينها : اليابانية، والبرتغالية، والروسية، والفارسية، والعربية، والألبانية.اعتبرته مجلة " السياسة الخارجية " واحداً من " أفضل 100 من المفكرين العالميين لعام 2010، لكونه العقل المدبر وراء صحوة عالمية في تركيا ".له آراء مهمة في القضايا التي تخص بلاده وتخص المنطقة، طرحها في كتابه الأشهر " العمق الإستراتيجي "  الذي تناول فيه سبل تأمين الأمن القومي التركي، وكيفية توظيف تركيا موروثها التاريخي والجغرافي في سياستها الخارجية.إسلامياً : ينادي هذا الذي " يحمل عقل مكيافيللي وقلب جلال الدين الرومي " كما وصف من أحد السياسيين،  بوضع اتفاقية للأمن والتعاون بين أعضاء  " منظمة المؤتمر الإسلامي " على غرار " اتفاقية هلسنكي " للأمن والتعاون الأوروبي.سورياً : تتلخص نظرته بما قاله مؤخرا، لرئيس كتلة " الوفاء للمقاومة " في البرلمان اللبناني التابعة لحزب الله من : " أن النظام السوري سيسقط قريبا، وعليكم أن تعيدوا حساباتكم، وقراءتكم الواقع الجديد في المنطقة ".إيرانياً : يرى " أن إيران في وضع لا تحسد عليه، فهي تعاني  أزمات داخلية وخارجية، والعقوبات المتتالية أنهكتها ، وبالتالي لم يعد أمامها بعد التلويح الغربي بفرض عقوبات على صادرات النفط، سوى التفكير جديا بما بعد(بشار) الأسد"عراقياً : هو يقول بكل ثقة : " انظروا إلى الإمكانات الهائلة في العراق، يمكن للعراق أن يدخل بين أسرع اقتصادات العالم نمواً، بفضل ثرواته الطبيعية الكبيرة، المهم أن يبتعد عن الاشتباكات الطائفية والمذهبية، والانتماء للمواطنة العراقية فقط ".عربياً : يرى  " أن الشباب العربي يبحث عن كرامةٍ وطنيةٍ جديدة، يريد الشعور بأن له قيمة، ويحظى بتقدير واهتمامٍ من قبل من يحكمون البلاد، ويريد أيضاً الشعور بأن له كلمة عندما يدور الحديث والتخطيط لتحديد مستقبل المجتمع، والشباب يسعى أيضا لنيل التقدير على المستوى الدولي، وأعتقد أن مثل هؤلاء الشباب هم الضمانة الأكبر للمنطقة، فهم يريدون لعب دورٍ محدد ورئيسي في مستقبل بلادهم، ونحن علينا أن نحترمهم، ونحترم مواقفهم، وأن نعمل على إعدادهم للمستقبل ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram