TOP

جريدة المدى > الملاحق > نافذة على العالم: غينيا.. شهية الفقراء للسلطة

نافذة على العالم: غينيا.. شهية الفقراء للسلطة

نشر في: 7 أكتوبر, 2009: 06:50 م

محمد مزيد عندما توفي الرئيس الغيني لانسانا كونتي في عام 2008 اتجهت هذه البلاد الافريقية الواقعة على المحيط الاطلسي الى أنفاق العنف المظلمة، فدخلت فيها ولم تخرج منها بعد.
منظرو السياسة والفكر السياسي لم يفطنوا في قراءتهم ان تتحول القارة الى مهرجان للانقلابات العسكرية، لذلك، فأن اية قراءة  لأحد بلدانها "الفقيرة" حضارياً ومعرفياً، و"الغنية" بالمعادن والثروات الطبيعية، ستخرج دائما عن الجوهر الكامن في الحياة الافريقية.بعد وفاة هذا الرئيس، تسلم السلطة، بانقلاب عسكري، نقيب في الجيش يدعى موسى داديس كامارا واعلن الاحكام العرفية فوراً، وصادر الحريات، وأوقف العمل بالدستور والانشطة السياسية والنقابية، وشكل مجلساً استشارياً باسم "المجلس القومي للتنمية الديمقراطية يضم عسكريين ومدنيين لادارة شؤون البلاد .واعلن قادة الانقلاب عن حظر ليلي في انحاء البلاد، كما وجهوا انذارا للقوات الموالية لحكومة كونتي الراحل من اللجوء الى استخدام مرتزقة لمحاولة عودتهم الى السلطة.ولكي يعطي  هذا النقيب الانقلابي مصداقية لوجوده " السلطوي "أعلن عدم نيته الاستمرار في الحكم اكثر من عامين، الى حين اجراء الانتخابات الرئاسية النزيهة بنهاية عام 2010. لكنه عندما أعلن عن ترشيح نفسه للرئاسة تحركت الدماء داخل البيت الغيني وخارجه فانطلقت الاحتجاجات ووصلت الى تخوم البيت الرئاسي، عندئذ، فتحت النيران وسقط العشرات من القتلى كدفعة أولى.ولم يتوان الجيش الموالي لقادة الانقلاب عن الذهاب الى اقصى مدى من العنف حين قاموا باغتصاب النساء وزج الالاف في المعتقلات. في ظننا ان القصة تتكرر في كل انحاء البلاد الإفريقية، هناك على الدوام معارضون للحكم العسكري، وهناك على الدوام  قوات جاهزة للانقضاض على المعارضين.. والحصيلة ان بحراً من الدم ينزف في الشوارع، لتأكيد شهوة السلطة.تقول منظمات حقوق الانسان ان قوات الجيش حاصرت 50 ألفاً في تظاهرة اقيمت في ملعب رياضي احتجاجاً على تقارير تفيد باعتزام النقيب (كمارا) ترشيح نفسه للرئاسة. فرنسا من جهتها والتي تعد (ولي نعمة) غينيا، أعلنت عن تعليق تعاونها العسكري مع السلطات في غينيا، ووصف وزير خارجيتها كوشنير قمع التظاهرات بأنه عمل "دموي وبربري"!  في حين علق الاتحاد الإفريقي عضوية غينيا لحين عودة الحياة الدستورية، وكانت آخر مستجدات الوضع ما نقل عن غضب واشنطن وصدمتها مما يحصل في هذا البلد، وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، إن واشنطن مصدومة وغاضبة من أعمال العنف التي شهدتها غينيا في أعقاب قمع الجيش لتجمع المعارضة.هنا نسأل، الى أي مدى تبقى شهوة الانقلابيين مستفحلة في اقتياد السلطة من اذنيها الى تخوم الفاجعة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram