إياد الصالحي مقدماً ، أجد نفسي ملزماً بالانحناء لصراحة عضو اتحاد الكرة محمد جواد الصائغ وهو يطلق سيلاً من الاعترافات الجريئة في ضيافة (المدى) امس الاربعاء حيث اشعرني فعلاً بجديته المعتقة بخبرة الاعوام الثلاثين انه ماض في هز طاولة الاتحاد ، بل وقلبها على رأس من طغى وفاقت رعونة اعماله حدود الخطايا والانكسارات التي أدمت قلوب الجماهير ، محذراً الآخرين من تسفيه كلامه اذا ما آل اجتماع الكرخ الموعود الى لعبة ( الثعلب .. فات فات )
ونجا المتفرد بسلطة الاتحاد من مصير اصلاح سياسته التي لا تزال تقود الكرة العراقية بقرارات معصبّة نحو هاوية السقوط.اعتقد ان الاندفاع الكبير لعضو بارز في اتحاد الكرة وافراطه سبحة الحقيقة لم يكن متهوراً أو رامياً الى منفعة شخصية بقدر ادراكه خطورة استمرار الاخطاء وهي تكسر ظهور المنتخبات الوطنية وسط تنامي ظاهرة هروب بقية الاعضاء من محاسبة انفسهم واستمرائهم بتمويه المؤيدين انهم جاؤوا على ظهر (دبابة) الانتخابات لدك ونسف معقل الحكم الرجعي لبيت الكرة واستعادة هيبتها في الداخل والخارج على حد وصفهم !! فماذا كانت النتيجة وأي الفتوحات العظيمة التي هللوا بها طوال الاشهر الثمانية الفائتة غير نكوص علم اللعبة خجلاً بين عقوبات دولية وتحقيقات نيابية وضربات موجعة في قلوبنا حزناً على ضياع خليجي البصرة واولمبياد لندن، والمفاجآت القادمات حُبلى بالتشاؤم طالما بقي الاتحاد محاصراً اليوم وغداً بلجان تقصي الحقائق واثبات براءته المستحيلة! كان تقييم ورقة استقالة شرار حيدر بمنتهى الحذاقة في فكر الصائغ ، وجاء انصافه واعتزازه بموقف شرار موازياً لكلمة حق أراد بها فضح خطأ الاخير وتحميله مسؤولية تعبيد طريق الدكتاتورية لرئيس الاتحاد من دون اسهاب في توضيحات اكثر ، لكن فات على الصائغ ان يضيف وساماً آخر لصراحته هذه ويعلن على الملأ انه اسهم قبل الجميع بتعبيد طريق الانتخابات امام الرئيس بعدما رفض معاضدة استقالات احمد عباس وباسم الربيعي وحسين سعيد وركب في عربة يتمايل إطار ستراتيجيتها يميناً ويساراً ، ويحدد توجهها رجل واحد قبل ان يكتشف ضيفنا صعوبة المغامرة في مجاهيل خريطته ! اي دليل دامغ يبحث عنه الاعلام ابلغ من رفع الصائغ ( ورقة التوت) عن منصبي امين السر والمالي وهما رهن ضغوط جهات متنفذة لم يسمها تحول دون اتخاذ رئيس الاتحاد ومعه مجلس الادارة قرار حسمهما بحرية كاملة ؟! هذا يعني ان الاتحاد يفتقد الشرعية التي أمنته اياها عموميته ، وحريّ بمن تهمه مصلحة كرتنا ان ينبري لفتح تحقيق في الأمر ، فهذان المنصبان يمثلان صمام امان نزاهة الاتحاد في يوم الحساب .. ويبدو أن ما أعلن كان أصغر بكثير مما عظمَت اسراره بالخفاء تحت وطأت ( استرني .. استرك ) بدليل ان البعض كان يصرّح في مقابلات ساخنة مهدداً بنشر غسيل الفضائح في مقالات بارودية تم حجب بعضها في (المدى) للضرورة الاخلاقية ، واذا بهم يتمتعون اليوم بدرجة " سفراء سياحة " مميزين برفقة الرئيس الوفي! نعلم جيداً ان هكذا حواراً خارج النص لا يروق للبعض ممن كانوا بالامس يمتعضون من ظهور الصائغ شبه الاسبوعي على شاشات التلفزة ماسكاً المظلة الاتحادية بقوة ومتحدياً زوابع المعارضين طوال فترة الدورة الانتخابية الاولى ، حتى يخيل لناظريه اليوم انه ينسلخ من جلد الاتحاد القديم ليراهن على ورقة المعارضة الجديدة لعلها تضمه الى جبهتها في طريق اعلان تحرير اتحاد الكرة من فوضى تسلل فاقدي الخبرة الى بيت الاتحاد كما تزعم ، بينما الحقيقة التي تلفحنا حرارة صدقها ان وقار الصائغ لم يعد يسمح له باللعب على حبال الصحافة وقال شهادته لـ( المدى) بنية مخلصة يحفظها التاريخ باعتزاز ، فمهر الاستقالة لن يكون اغلى من كرامته بعد ان اختار عمله لخدمة الكرة تكليفاً لا وجاهة.
مصارحة حرة :الصائغ يفرط السبحة!
نشر في: 29 فبراير, 2012: 08:17 م