علاء حسن الدلو هو "السطل" في اللهجة العراقية، وتستخدم المفردة في بعض الأحيان للاستهانة بشخص "لا يحل ولا يربط" فهو سطل من "تنك" سابقا، ثم أصبح من البلاستك كغيره من الصناعات الأخرى الخاضعة للتحولات والتطورات التكنولوجية، ورجل السلطة أو الدولة لاعلاقة له بالسطل، حاشاه الله، إلا باستثناءات قليلة جدا عندما يدّعي احدهم انه صاحب الأمر والنهي في بقعة جغرافية حتى الآن غير مكتشفة في الكرة الأرضية،
وهذه مغالطة يعترض عليها المطلعون على الأنظمة الاستبدادية، فهؤلاء يرون أن الكثير من البلدان مازالت خاضعة لحكم "رجل السطلة" وشعوبها لم تصلها بعد رياح الربيع العربي وظلت مستسلمة لقرارات وسياسات السطل الواحد المحصّن بجيوش وقوة عسكرية كبيرة، استنزفت ثروة ذلك البلد "المنكوب" وأجبرت سكانها على تناول الجراد.في "البلدان الفايخة" تتعدد أوصاف الرجال، فهناك رجل قانون وثقافة، ومسرح وصحافة، ورجال دولة، وليس بين هؤلاء من يجرؤ ويقول انه رجل أمن آو سلطة، والجميع يعملون بتخصصاتهم لكونهم يحملون شهادات جامعية معززة بصحة صدور من جهات رسمية، وليس فيهم من يستحق وصف "السطل" بالطريقة العراقية، وهم متفقون على خدمة وطنهم وشعبهم بغض النظر عما يعرف بالتوازن في تقاسم المناصب بمعنى لا يخضعون لمحاصصة طائفية أو مذهبية أو مناطقية، وبجهودهم تكرست دولة المؤسسات، وعاشوا عيشة سعيدة .في زمن سابق رفع شعار "الرجل المناسب في المكان المناسب" ولكن واقع الحال يشير إلى خلاف ذلك ، فمفردة "سطل" حافظت على حضورها لدى الأوساط الشعبية بوصفها تعبيرا عن الاستياء والاعتراض على شخص تولى منصبا رسميا مهما، من دون امتلاك أدنى خبرة وكفاءة فاستحق المخاطبة بعبارة "لا ياسطل يا ابن السطل" وهي تكرر على ألسنة مراجعي الدوائر الرسمية، وأثناء التعبير عن السخط والاستياء من قرار رسمي يلحق الحيف والأذى بشريحة واسعة من المجتمع الحريص على سماع أغاني الراحل" سلمان المنكوب" المعبّر الحقيقي عن الشجن العراقي على حد وصف رجال الطرب والغناء. بالمصادفة وحدها وعن طريق النفوذ الحزبي استطاع احدهم أن يحصل على منصب مستشار في إحدى الوزارات المعنية بتقديم الخدمات، وبعد مرور أكثر من شهرين على تولي منصبه، تمكن من شراء منزل "دبل فاليوم" في حي القادسية بجانب الكرخ، فقطع الشارع، ونصب أكثر من سيطرة أمنية لحمايته مع أفراد أسرته، وسط اعتراض جيرانه على الإجراءات المشددة، فاضطروا لترك مركباتهم في أماكن أخرى، ولم تنفع الاتصالات واللقاءات مع السيد المستشار للسماح لهم بالدخول إلى بيوتهم بسياراتهم، ولعل أغرب ما في الأمر أن السيطرات المكلفة بحماية المستشار وضعت أكثر من "سطل" لإطفاء الحرائق المحتملة، لحظة اندلاعها خشية وصولها إلى "رجل السلطة " وليس "السطلة" المستخدمة من قبل أعداء العملية السياسية، والعراق الجديد، ومواليد برج الدلو أي "السطل".
نص ردن :رجل "سطلة "
نشر في: 29 فبراير, 2012: 08:36 م