سلام خياط من يتذكر عمرو ديكو ؟؟الحاج عمرو ديكو ؟؟الذي سطع اسمه فجأة في اوائل التسعينات ثم خبا فجأة كنجم آفل ، ندرة من الناس تستحضر الاسم بصعوبة، بل أجازف بالقول: أن لا أحد يذكره البتة. عمرو ديكو ، هو وزير النقل وصهر رئيس الحكومة النيجيرية الأسبق (شغاري)، التي أطيح به وبها عبر انقلاب عسكري..لكن عمرو ديكو البليونير أستطاع الفرار ، بعدما – شفط - ميزانية نيجيريا ، هربها وهرب في إثرها ، والوجهة لندن .
لم يرق الانقلابيين الجدد ، هرب الحاج بالجمل وما حمل ، فقرروا استعادة الهارب وإعادة الأموال المنهوبة بأي ثمن . ولو بعملية اختطاف ! فبعثوا إليه بمن زرقه إبرة مخدرة فيما كان يغط في النوم في جناحه الفاره في فندق فخم وسط العاصمة البريطانية ، ومن ثم جرى نقله بصندوق عبر سيارة مظللة والوجهة مطار هيثرو الدولي ، لكن الشرطة البريطانية (كذا) كانت للمختطفين بالمرصاد !! فأحبطت محاولة الاختطاف ، وألقت القبض على المختطفين تمهيدا لمحاكمتهم ، ومن ثم أحبطت إمكانية استعادة الأموال المنهوبة ... بعد ذاك التصعيد السياسي الإعلامي المثير ، خمدت نيران الأخبار ونسي الناس الحكاية ، نسوا عمرو ديكو وملايينه ونيجيريا ومشاكلها المستعصية.السؤال الذي ظل وسيظل بلا جواب : هل التطهير واجتثاث الفساد هو الذي دفع الانقلابيين لوضع ديكو على رأس قائمة المطلوبين؟ أم أن صراع المطامح والمصالح بين ما هو كائن وبين ما يمكن أن يكون هو شرعة النظم في بلدان العالم الثالث ، وهل سيكون أعضاء حكومة الانقلاب بمنجى من إغراءات الذهب بعدما تذوقوا عسل السلطة ؟ وهل هي صدفة أن تفشل عملية الاختطاف ذاك الفشل الذريع ليبقى عمرو ديكو ،، وبلايينه ،، بمأمن في المصارف البريطانية لتتآكل قيمتها إثر كل هبوط للعملة؟؟ ....مهما تكون مرارة الأسئلة وحنظلية الجواب، فسيظل العالم – كله –أسير قطبين : الأول ، الحكام، يتسلمون الحكم باسم الشعب ويتناسونه ، وباسم الأمانة ويخونونها ، وباسم المثل العليا ويسقطون في أول اختبار ، وباسم الوطن ويبيعونه في أول صفقة مربحة ! القطب الثاني : المواطنون، حيث تبخس أثمانهم ، وترخص أسعارهم حتى لا يكاد يساوي الجمع فيهم قبضة تراب , وتعز أسعار من يحكم وترتفع ، حتى ليبلغ سعر (الرأس الواحد) قناطير ذهب .
السطور الأخيرة :عمرو ديكو
نشر في: 29 فبراير, 2012: 08:38 م