بعد مسيرة حافلة بالنضال والكفاح دفاعا عن الحقوق القومية الكردية وإشاعة الحياة الديمقراطية في العراق، توفي في مثل هذا اليوم من عام 1979 في أحد مستشفيات الولايات المتحدة، الزعيم الكردي الكبير الملا مصطفى بارزاني الذي اقترن اسمه بالثورة الكردية منذ أوائل أربعينات القرن الماضي.
ولد مصطفى بارزاني في قرية بارزان إحدى قرى كردستان في العراق عام 1913، في أسرة جمعت الزعامة الاجتماعية السائدة دينيا وعشائريا ، ومنذ العهد العثماني برز من أعلامها عدد من الشخصيات التي قادت التحرك الكردي للمطالبة بالحقوق القومية كالشيخ عبد السلام بارزاني . وقد بدأت القيادة البارزانية للثورة الكردية من أوائل الثلاثينات على يد الشيخ احمد بارزاني بعد انتهاء العهد بحركات الشيخ محمود الحفيد. وفي منتصف ذلك العقد تمكنت السلطة من إخماد الحركة البارزانية الأولى ونفي قائدها وأخوه مصطفى بارزاني إلى خارج منطقتهما، ولم يعودا إليها إلا في عام 1941 ليستأنفا الثورة التي شملت مناطق واسعة من كردستان، وعندما تشكلت دولة مهاباد الكردية في شمال غرب إيران، كان الملا مصطفى احد قيادييها الكبار، وقد استمرت تلك الجمهورية نحو 11 شهرا، وتم القضاء عليها وإعدام رئيسها القاضي محمد، ولما عاد بارزاني إلى الأراضي العراقية وأعاد ثورته، تعاونت الحكومات العراقية والتركية والإيرانية على القضاء على الثورة الكردية، فتمكن مصطفى بارزاني من اللجوء إلى الأراضي السوفيتية ، ولم يعد إلى وطنه إلا بعد ثورة تموز 1958، فاستقبل بحفاوة كبيرة على المستويين الشعبي والرسمي . غير أن الخلافات عادت بين السلطة والقيادة الكردية لتعود الثورة المسلحة في أيلول 1961 ، ثم مرت بمراحل عديدة بين هدنة واتفاق وقتال، إلى أن عادت بقوة عام 1974 عندما أخلّت السلطة البعثية باتفاقية آذار 1970 ، وبتعاون إيراني تمكنت السلطة من إخماد الثورة مؤقتا . فترك الملا مصطفى بارزاني العراق ، غير أن مرضا عضالا دهمه ، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى جورج تاون في أميركا، بعد أن زرع روح الثورة في نفوس أتباعه ، لتستمر الثورة من بعده .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم: رحيل الملاّ مصطفى بارزاني
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 29 فبراير, 2012: 09:17 م