TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : يا حوم اتبع لو "ظلّينه"

سلاما ياعراق : يا حوم اتبع لو "ظلّينه"

نشر في: 29 فبراير, 2012: 09:22 م

 هاشم العقابيبشرنا ناطق الحكومة صباح أمس برقم من ست مراتب (308396) طشه على وسائل الاعلام. الرقم لا يمثل عدد من تم تعيينهم من العاطلين والعاطلات. ولا اللواتي انقذن من بين المتسولات. ولا عدد العوائل المشردة التي تم إيوائها. ولا الكفاءات المهاجرة التي عادت لبلدها.
 ولا ساعات كهرباء تمت إضافتها. ولا عدد المدارس التي بنيت، والمستشفيات التي طورت، والشوارع التي بلطت. ولا يمثل الرقم كواتم ضبطت. ولا مفخخات صودرت. ولا اموالا استردت. ولا قضايا فساد حوسب اربابها ولا شهادات انكشف سر تزويرها. ولا حدائق شجرت. ولا زبالات رفعت. ولا طفلة سئلت بأي ذنب قتلت، أو أرملة بأي جريرة رملت. الرقم لا هذا ولا ذاك، انما هو حصيلة جمع 69.263 قتيلا + 239.133 جريحا. انه عدد الضحايا الذين سقطوا في العراق من 5/4/ 2004 ولغاية 31/12/ 2011، فقط. فيا لها من بشرى. وما اسعدنا من شعب محظوظ عليه ان يرفع رايات الشكر والعرفان لحكومته التي لولاها لما تحقق عشر اعشار هذا العدد.ومع تقديري لحرص الناطق على مراعاة حساسية قلوب العراقيين التي دعته الى تخفيف الرقم كثيرا حتى لا يصاب الشعب بسكتة قلبية من صدمة "الفرح"، لكن ما كان يجب عليه ان يفعل ذلك لاننا وبفضل حكومته صرنا اشداء القلوب. وان كان يحذر من ان يتهمه احد بالمبالغة، فذلك يمكن تلافيه من خلال الاستناد الى وثائق نشرها موقع ويكيليكس عام 2010 وفيها ان عدد قتلانا، من دون الجرحى، لحد ذلك العام بلغ 109 آلاف. أو كان يمكنه اعتماد دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت" البريطانية عام 2006 تقول ان الحرب اسفرت عن مقتل 655 الف عراقي.اعلم جيدا ان السيد علي الدباغ يتوخى "الدقة" في كلامه. وهذا ما لمسته من خلال الحوارات الكثيرة التي اجريتها معه في برامجي التلفزيونية، خاصة قبل ان يكون ناطقا. لذا قال 69.263 شهيداً"، ولم يقل قتيلا. لكني استغرب كيف فاته ان يقول، هنيئا والف مبروك لعوائلهم على هذه المنزلة. ربما لانه كان على عجالة حتى لا يمر الصباح دون ان يزف البشرى، او ربما خاف على ذوي الشهداء من حسد الحاسدين "المتربصين" بالعملية السياسية. ولي، من بعد ذلك، نصيحتان للسيد الناطق: الأولى ان يسجل الرقم الحقيقي، وليس المخفف، ويعرضه على الحاضرين في مؤتمر القمة العربية المرتقب مع عبارة صغيرة تقول: "نتحدى اي حكومة فيكم وفرت لشعبها فرصة ان يضحي بحياته يوميا مثل حكومتنا", أما الثانية فهي ان لا يعتمد، مستقبلا، على وزارة الصحة في تحديد حجم منجز الضحايا بل الى تعداد تقوم به هيئات مستقلة حتى وان كانت دولية، كي لا يتهمه "الحاقدون" بالتزوير. اعاهده بانه لو فعل ذلك سيخرج علينا برقم "مشرّف" يهز الدنيا. بعدها،  يحق له، وبكل فخر وشموخ، أن يخرج على قناة العراقية ببيان يبشرنا بالفوز العظيم، تتبعه اغنية "يا حوم اتبع لو جرينة". ". و"لو جرينة" هذه،  يمكن تغييرها الى "لو ظلينة"، كإشارة لعزم "الجماعة" على البقاء بالحكم لولاية ثالثة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram