خليل جليلبعد التهويل الذي سبق مباراة منتخبنا الوطني الأخيرة أمام سنغافورة في الجولة الأخيرة من تصفيات الدور الثالث المؤدية إلى نهائيات كأس العالم بشأن استعداد جماهيرنا الكروية المتواجدة في العاصمة الدوحة لمؤازرة المنتخب سواء في هذا اللقاء أو الذي يليه باعتبار الدوحة مكانا لمباريات منتخبنا،فوجئنا بذلك العدد الهزيل من المشجعين ..
العدد المتواضع الذي لم يعرف منتخبنا في استحقاقاته السابقة مثيلا له بعد أن كان أسود الرافدين عاملا ودافعا لزحف عشرات الآلاف من جماهير الكرة سواء من مشجعينا أو من باقي الجماهير الأخرى التي تجد في منتخبنا ومبارياته متعة للمتابعة ومتعة للاستئناس بفنون كرة القدم.لكن ما شاهدناه من حضور جماهيري مخجل في المباراة الأخيرة التي فاز فيها منتخبنا في مباراة جرت غير متكافئة ومن طرف واحد لمصلحته أمام منتخب منهار ليس له هدف أو طموح ...ذلك الحضور بقدر ما يثير من موجات الغموض والاستفسار فإنه يثير في الوقت ذاته كوامن الخوف على مشوار المنتخب ومسيرته في التصفيات المقبلة في الدور النهائي من هذه التصفيات لاسيما أن كل المنتخبات المتأهلة باتت تعتمد في الجولة المقبلة كثيرا على ملاعبها وجماهيرها التي تساعد أحيانا في حسم المباريات إلا منتخبنا الوطني زائر المطارات الدائم وصاحب اكبر عدد من تذاكر الحجوزات لرحلاته الجوية التي يبدو أن البعض الذي يجد في متعة السفر الدائم ما يجعله يغض الطرف عن هذا الأمر وفضل أن يبقى منتخبنا يسير على هذه الشاكلة والخاسر الوحيد هو جمهورنا.ونعتقد أن الاتحاد العراقي لكرة القدم ومعه كل متابعي الكرة العراقية وتاريخها القريب يدركون جيدا أن مباراة محلية في الدوري العراقي تستقطب أعدادا كبيرة من جمهور الكرة ..هذا الجمهور الذي يعد روح المباريات وديمومة حيويتها ودافعا معنويا لمنتخباتنا التي وجدت في هذا الجمهور الرئة الكبيرة التي تتنفس منها كرة القدم وتعيش على إيقاعها بفضل جمهورنا الذي يعيش محنة كبيرة متمثلة باستمرار فرض الحظر المفروض على فرقنا من دون أن تتحرك أية جهة للتدخل بقوة وانتزاع حق جمهورنا لكي يبقى قريبا من منتخبه في كل مناسباته واستحقاقاته.ولنا شواهد عديدة وأمثلة قريبة عاشتها ملاعب كرة القدم في بلدان عاشت على وقع أعمال عنف وأعمال أساءت إلى لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم(فيفا) بل تحولت تلك الأعمال إلى مجازر وأحداث قتل في ظل غياب أجواء أمنية تحكم تلك الملاعب ،لكنها لم تتعرض إلى عقوبات فيفا الذي سارع إلى معاقبتنا بمجرد انطفاء التيار الكهربائي في ملعب فرانسوا حريري لخمس دقائق لأسباب خارجة عن إرادة إدارة الملعب وبسبب توجه عدد من المراسلين والصحفيين لإجراء مقابلات عدها الاتحاد الدولي تجاوزا وتطاولا على لوائحه ومسودات وثائقه التي تعنى بإشاعة الأمن والاستقرار في الملاعب لكنه لم يلتفت إلى أحداث بور سعيد على سبيل المثال لا الحصر وما يجري في ملاعب كرة قدم عالمية من تجاوزات يبدو أنها تحمل مقاييس تختلف عن مقاييس الاستياء الذي يبديه الاتحاد الدولي على الملاعب العراقية.
وجهة نظر: أين جمهور المنتخب؟
نشر في: 2 مارس, 2012: 07:09 م