 إياد الصالحي بالرغم من سياج نار الحدود التي أوقدت عام 1990 لم تتأثر علاقات لاعبي المنتخبين الوطني والكويتي بأية موانع طبيعية أو مصطنعة كالتي فرضتها الظروف الصعبة بعد ذلك التاريخ ، فكرة القدم مدت جسور المحبة بين لاعبي البلدين الشقيقين منذ ان وطأت اقدام أسود الرافدين للمرة الاولى على ارض الكويت عام 1964 لمناسبة بطولة كأس العرب.
ولهذا فان شرارات الحماسة التي تطايرت من عيون نجم النادي العربي والمنتخب الأزرق محمد كرم في برنامج (المجلس) لقناة الدوري والكاس عقب انتهاء لقاء منتخبنا مع ضيفه السنغافوري تضامناً مع نجم منتخبنا الوطني السابق ناظم شاكر قد شحذت ذاكرتي لاستعراض الماضي المجيد للكرتين العراقية والكويتية والعلاقات المتميزة بين نجوم البلدين حيث ابدى كرم تعاطفاً كبيراً مع آراء شاكر بخصوص تلكؤ المدرب البرازيلي زيكو في متابعة منتخبنا الوطني عن كثب وانشغاله في امور شخصية ابعدته عن اللاعبين في فترة تحضيرهم للمباريات الرسمية.كان كرم المحلل الوحيد في فريق المجلس الذي تفهم ما رمى اليه ابن العراق الذي لم يكن يريد الانتقاص من سمعة زيكو ولا رد اعتباره في تسنم المهمة بدلا عنه كما اتهمه المحلل الاماراتي عبد الرحمن  محمد، بل أكد شاكر أن ما تحقق لمنتخبنا حتى الان يعود الى تصاعد الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى الأسود وخبرتهم في عالم الاحتراف ومعرفتهم ببعضهم البعض منذ عام 2000 حتى الان ولا فضل لزيكو عليهم إلا بوقوفه في المنطقة الفنية وما يمثله ذلك من دعم نفسي كبير نظراً لشهرته كأحد أبرز نجوم القرن العشرين في العالم.كرم تساءل : كيف تترك الحرية لهذا المدرب ولا يفي حق عقده بالتواجد في بغداد او احدى المدن الكردستانية ليتمكن من رسم سياسته مع المنتخب وايجاد البدائل الجاهزة التي تسعف مهمة الأسود في الدور الرابع ؟!وبدورنا نذكّر ان مدرب السعودية رايكارد مُنع من التوجه الى عائلته قبل لقاء استراليا الحاسم بفترة طويلة ليتمتع لاعبو الاخضر بالتحضير المثالي لتلك المواجهة الصعبة ، ولهذا السبب زيكو يعلم ان سلوكه لا ينفعه في السعودية أو قطر أو الامارات لانه سيجد حقائبه مشحونة للطائرة قبل ان يُختم على جوازه (غير مرغوب فيه) !    لله درك يا كرم ، فقد كنت احرص من بعض ابناء جلدتنا على المال العراقي في صفقة مجهولة كان شعبنا اولى بدولاراتها ، وشاكر أكد ذلك مرتين انه ليس ضد استجلاب زيكو او غيره من مصاصي اموال العرب اذا كانت خبراتهم تسفر عن نتائج عملية ، لكن هل استطاع ( بيليه الابيض) ان يجد اللاعبين المؤهلين لخلافة يونس ونشأت وباسم وقصي في حالة تعرض أحدهم للإيقاف او الاصابة ، ولماذا لم تتفتق عبقريته في الدورة العربية ومباراة لبنان التجريبية وسط غياب تواجد اعمدة المنتخب الرئيسة؟!مع تقديرنا باعتزاز كبير لموقف الكويتي كرم الذي كان كريماً لمناصرة الصوت العراقي في المجلس القطري ، نوجه عتباً شديداً للنائب الأول لرئيس اتحاد الكرة عبد الخالق مسعود في معاضدة محللي المجلس وتفنيد آراء شاكر وكرم بقوله ان زيكو لم يخل باتفاقه مع المنتخب الوطني وان الاتحاد لم يخطأ في اختيار صيغة التعامل معه لتنفيذ مفردات برنامجه التدريبي ، ولتأكيد ذلك فقد وعد مسعود (بلهجة زهو ومفاخرة) ان زيكو سيرافقه على طائرة العودة الى بغداد في صباح اليوم التالي ليواصل عمله من هناك ويخطط للمرحلة المقبلة بالتشاور مع الاتحاد!ترى كيف هرب زيكو من قبضتك يا مسعود ، ومتى ينتهي مسلسل خداعكم الإعلام والجمهور بتصريحات لا صحة لها إلا في خيالاتكم ؟! اصدقونا الحديث مرة وكفى مهازل فقد اصبحت المجالس والمقاهي والديوانيات الخليجية تشفق على ادارة منتخب الأسود زعيم دورات الخليج وفارس آسيا وأمهر نجوم العرب!