بغداد / المدى الأحياء العشوائية التي باتت سمة بارزة في المحافظات، واقعها صورة لا تحتاج إلى الكثير من الوصف، فهي تعبر ببلاغة عن حال مواطنين يعيشون في أماكن تفتقر إلى وجود أدنى مقومات الحياة البسيطة، حيث غياب الخدمات وانتشار البطالة وصعوبة التعليم فضلاً عما تمثله تلك الأماكن من مرتع للأمراض والأوبئة.
أم محمود، امرأة عجوز وقفت بالقرب من بيوت الطين والصفيح، تلملم بقايا القمامة بتعب، تقول لإذاعة "العراق الحر": انها تعيش حياة بائسة وغير إنسانية، مع أسرة كبيرة في بيت من الطين يتكون من غرفتين فقط قام أبناؤها ببنائه.عشوائيات العاصمةفي واحدة من عشوائيات العاصمة، كانت السماء غائمة والمطر قد بلغ أوجه، المطر يبدو قاسياً على ساكني هذه الأحياء، فهو بالنسبة للمواطنة أم علي يحمل كوارث، وينذر بيوم شاق، إذ تقوم بتوزيع أوانٍ مختلفة الأحجام تحت سقف بيتها المبني من الطين والصفيح لجمع مياه الأمطار وقذفها إلى خارج البيت بعد امتلائها بالماء. وهذه العملية تمثل بالنسبة لأم علي مشكلة لا حل لها، لأنها تتكرر مع هطول الأمطار، مشيرة إلى أنهم يعانون عدم وجود خدمات صرف صحي، فضلاً عن أن بيوتهم غير مزودة بالطاقة الكهربائية، الأمر الذي دفعهم إلى التجاوز على مناطق وأحياء قريبة منهم لتوفير الطاقة الكهربائية. أما عامل البناء قيصر كامل الذي يسكن في بيت بنى نصفه من الطين والنصف الآخر من الصفيح، فيقول: ان البيت لا يتلاءم والطقس الحار صيفاً والجو الممطر شتاء، إلا أن تكاليف بناء السكن بهذه الطريقة متدنية يتناسب وإمكانياته المادية، لأن أغلب المواد المستخدمة يتم الحصول عليها من ركام المخلفات وبقايا القمامة والنفايات.الأحياء المعضلةويصف رئيس لجنة التخطيط الإستراتيجي في مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي بيوت الطين والصفيح بـ"المعضلة"، مبينا أن في بغداد 129 مجمعاً عشوائيا داخل مساحات من الأراضي تابعة للدولة، كاشفاً عن تقديم مقترحات لإيجاد حلول بديلة تعنى بهذا الشأن، ومنها الإسراع بالبناء العمودي.ويرى الربيعي أن مجلس المحافظة يتحمل المسؤولية في قضية العشوائيات، لكنه يرى أن هذه المسؤولية في المقابل بدأت تزداد وأصبحت قضية وطنية تحتاج إلى تعاون ودعم السلطتين التشريعية والتنفيذية للوقوف على هذه الأزمة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
العشوائيات.. معاناة الشتاء والصيف

نشر في: 3 مارس, 2012: 09:33 م