إحسان شمران الياسري عندما نتحدث عن الاسرة، علينا الوقوف امام المرأة باعتبارها (الأسرة) وليس جزءاً من الاسرة. ولولا المرأة ما كانت الاسرة ولا ولدت ولا استمرت.. وفي احيان كثيرة، تتكون الاسرة وتستمر بدون الرجل..ودون مزايدة على دور المرأة وحقوقها، فإن واجبات المرأة في نشأة الاسرة واستمرارها وسلامتها اكبر بكثير من واجبات الرجل التي تبدو احياناً متراخية حد العجب.
ونقترف الكثير من الاخطاء عندما نُلقّن انفُسنا مفاهيم غريبة عن الوظائف والمستلزمات والحقوق والواجبات ونستثني منها المرأة، ونحشرُ فيها اباطيل عن العادات والتقاليد فنئدُ ألوف المشاريع الواعدة من الاُسر.. نقول ان توفير السكن من واجب الرجل.. وعلى البنت ان تنتظر الرجل الذي يوفر لها السكن كشرط للتفكير به زوجاً. ومن (تتجرأ) بكل حياء على انها (او اهلها) ستكون مسؤولة عن توفير السكن، ينظر اليها البعض على انها (بايرة) وتحاول التمسك بأي شيء للحصول على زوج.ومن تتساهل بالشروط الاخرى ننظر اليها نظرة تنم عن قصورنا في فهم الوظيفة الاجتماعية للأسرة والادوار المنشودة من الطرفين لإنشائها. وليتني استطيع الاسهاب في عرض كل الادوار، غير اني سأذهب لعنوان هذه المساهمة، للتأكيد على ان نصف الدين، لا يكتمل إلا بوجود (البيت)، ولن تولد الاسرة إلا بين اربعة جدران.وفي عمرنا الذي (تتقافز) الاسابيع منه كالشياطين، نحتاج لوقفة مع الذات لتغيير مفاهيمنا عن المسؤولية في انشاء الاسرة.. وان نقبل بـ (بيوت الطين) ان لزم الامر لنكوّن اُسَرَنا..وان نقبل بمسؤولية تدبير السكن مُشتركا مع الرجل. ونحن الرجال، علينا الا نخجل من اظهار نقاط ضُعفنا في تحمل هذه المسؤولية، لا ان نبقى (نسوّق) ونكذب وندعي ما ليس فينا لتحاشي اظهار العجز امام اهل العروس.. فما لم تبدأ الصراحة والصدق قبل تكوين الاسرة، لن نجدها بعدها..وعلينا نحن اهل العروسين ان نعي ادوارنا في مساعدة اولادنا لتكوين الاسرة.فما من احد يستطيع وحده ان يبني مشروعاً ضخما كمشروع الاسرة دون مساعدة..وكل هذا، دون جهد الدولة الهائل في حلحلة مشاكل السكن في البلد.. فنصف الدين لا يكتمل دون السكن.. وبدون جهد مخلص من المؤسسات المعنية بهذه (العُقدة)، لن يكتمل دين الألوف من الشباب.
على هامش الصراحة :عن المرأة أيضا: بيتي.. نصف ديني..
نشر في: 3 مارس, 2012: 09:36 م