علاء حسن تضامنا مع دعوة الزميل الكاتب و "الشاعر المتقاعد" محمد غازي الاخرس لعقد مؤتمر قمة في "جمهورية المكاريد" لبحث امكانية نقلهم من العيش تحت خط الفقر الى "الشيش "اي الخط الاول من الفقر ، ابدى العديد من الاعلاميين استعدادهم لتغطية وقائعها بعشرات اللحف والبطانيات ، وتوفير فرص نجاح المؤتمر بكل السبل والاسايب المتاحة ، وسط توقعات باحباط انعقاد "قمة المكاريد" لانهم سيعكسون صورة سلبية ومشوهة للواقع العراقي امام القادة العرب المشاركين في القمة العربية.
اعداد "المكاريد" في العراق تقدر بالملايين ، ولهذا سيكون صوتهم مسموعا في كل انحاء البلاد ، ومؤتمرهم سيكون مفتوحا على مدار السنة ، وسيتضمن جدول اعماله طرح البرامج الانتخابية للكتل النيابية كافة ، مع التركيز على فقرات تحسين الواقع المعيشي لابناء الشعب العراقي ، والالتزام بالدستور وتحقيق العدالة الاجتماعية ، واعادة البنية التحتية ، وفي مقدمتها منح "المكرود" الواحد مايعادل خمسة امبيرات من الطاقة الكهربائية. مكان انعقاد "مؤتمر المكاريد" سيكون في اكثر من مكان في المقابر ومكبات النفايات والعشوائيات وفي ارصفة الشوارع وبجوار الحواجز الكونكريتية وتحت انظار الآلاف من عناصر السيطرات ، ولن يقتصر الحضور كما في القمم العربية على اصحاب السيادة والجلالة والسمو ، وانما سيكون مفتوحا لجميع الشرائح الاجتماعية من المجادي وباعة الارصفة من الفتيات والفتيان وباعمار صغيرة فضلا عن المعاقين جراء حروب النظام السابق او العمليات الارهابية . "قمة المكاريد" من العراقيين تنتظر دعم اعضاء مجلس النواب ، لرد الفضل لناخبيهم ، وتاييد القادة السياسيين من رافعي شعار "انقاذ العراقيين من مظلومية النظام السابق" ، واصحاب توفير وحدة سكنية لكل مواطن مازال يدفع بدل ايجاره الشهري من جلده ، ويستخدم سيارة الفولكا "البعيرة "في تنقلاته وفي بعض الاحيان "الستوتة " لانها ارخص وسيلة نقل ، وبامكانها السير على الرصيف في ساعات الزحام المروري . الزميل الاخرس ومع اصراره الشديد على اقامة مؤتمر مكاريده ، ابدى في الوقت نفسه قلقه من احتمال حصول انقسام حول زعامة المؤتمر والجلوس على المنصة ، والتنافس في اطلاق التصريحات لاحتلال شاشات الفضائيات وسرقة الاضواء ، لاعتقاده بأن مثل هذه التجمعات تضم من يرغب في ان يكون في الصدارة ، عسى ان تدعوه الحكومة :"وتمنحه مكرمة سخية" فيحصل انشقاق بين المكاريد يفشل قمتهم ويضيع عليهم فرص تحقيق اهدافهم . "يامكاريد العراق اتحدوا" وحدوا صفوفكم ومواقفكم وارفعوا اصواتكم للانتقال من تحت خط الفقر الى مستوى آخر ، مقارب لحال الوافدين الاسيويين العاملين في دول الخليج ، فهؤلاء حصلوا على حصتهم من النفط لكونهم يعملون في بلدان غنية بهذه الثروة الطبيعية ، وفي العراق مازال السجال مستمرا على تشريع قانون النفط والغاز معطلا ، منذ الدورة التشريعية السابقة ، واعداد المكاريد في تصاعد ووصلت الى ارقام خرافية .
نص ردن:قمة "المكاريد "
نشر في: 3 مارس, 2012: 09:39 م