TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : مدارس أم زنزانات؟

سلاما ياعراق : مدارس أم زنزانات؟

نشر في: 3 مارس, 2012: 09:47 م

 هاشم العقابي كانت النية ان أكمل اليوم حديثي عن صاحبي الذي ترك وطنه بسبب الخراب الأخلاقي. لكن امرأ مرعبا اضطرني لتأجيل ذلك . فبعد ان أرسلت عمود الأمس للجريدة وعرجت على الفيسبوك، لأتفقد أخبار الأصدقاء، وجدت تعليقا حول قصة طالب في الأول الابتدائي بالعمارة سجنته معلمته بالحمام، فمات مسجونا. وفوق التعليق فيلم لمدير مدرسة بالكوت يعذب احد الطلبة. التعليق، الذي يغني عن التعليق، يقول:
"معلمة في ميسان تحبس طالبا في الصف الاول في الحمامات. ثم تنساه. وعندما تتذكر في الليل تعود الى المدرسة بعد اتصالها بالمدير فتجد الطفل ميتا في الحمامات بينما اهله بلغوا عن اختطاف ابنهم. وعندما علم اهله بالقضية شنوا هجوما على اهل المعلمة وقتلوا اثنين من اخوانها، واهلها (المعلمة ) قتلوا جد الطفل. القضية كبرت. لحد الان المعلمة في سجن النساء تنتظر قضيتها والعشائر رايحة جاية تريد حل القضية والصلح، وماكو حل". أما الفيلم، الذي يمكنكم البحث عنه في الانترنت تحت عنوان "طالب من الكوت يتعرض لضرب مبرح من مدير مدرسته"، فلم احتر بحياتي للتعليق على حدث مثلما احترت في التعليق عليه. هل اشتم؟ الطم؟ أم أنادي على نوري المالكي: أفخور انت حقا بانك رئيس وزراء، والبلد تعذب أطفاله وتذل بهذه الطريقة الهمجية البشعة؟أمعقول ان يعذب طفل عراقي بغرفة المدير, والمعلمون  الذين كاد احدهم أن يكون رسولا، من حوله يضحكون بنبرة سادية تلعّب النفس؟ لا بل ويطلب المدير من الطفل وهو تحت التعذيب ان يمسح طاولته وكرسيه، ويزداد نشوة كلما ازداد الطفل ذلا وانكسارا. المدير يبدو إسلاميا من لحيته ومن بقايا اثر السجود على جبهته. وليثبت "شيعيته" وولاءه لأهل البيت، علق صورة لإمامين في غرفته وأعينهما تراه يعذب طفلا بطريقة ذكرتني بذلك الجلاد الذي كنت اراه في ايام طفولتي يعذب اولاد مسلم في "التشابيه". يا لها من مرارة تملأ صدري وفمي، ما عهدتها الا حينما شاهدت ولية مخانيث وطبان ينهالون ضربا على شرطيي مرور أعزلين. ثم عاد طعمها اكثر مرارة حين احاط شلة "لمخانيث، قبل أشهر، بتلك المرأة التي اتهموها انها قتلت زوجها "سي السيد". انه ليس فيلما، بل وصمة عار بجبين البرلمان والحكومة كلها. عار لا يزيحه يا حضرات دولة القانون، ان كنتم حقا تحبون العراق وتخافون الرب كما تدعون، سوى أن يحاكم هذا المدير ومن معه في غرفته الرسمية وعلى الهواء. وان يقاضيه القاضي ذاته الذي حاكم صدام وبرزان ووطبان وسبعاوي. لا تتحججوا، كعادتكم، بانها حالة عابرة تحدث في اي بلد. فما نعرفه وما يصلنا حول تعذيب واهانة  اطفالنا بالمدارس، يكشف عن ظاهرة لا تقل خطرا عن ظواهر العنف الاجتماعي والقتل والتعذيب في الشوارع والسجون، السائدة هذه الايام بالعراق.وانتم يا آباء وأمهات أطفال العراق، ان سكتم ولم تخرجوا بتظاهرات سلمية أو تمنعوا  اولادكم من الدوام في زنزانات القتل والتعذيب المدرسي  الى ان يتم وضع حد لهذه الظاهرة،  فستجدون اطفالكم بعد سنوات، ان بقوا على قيد الحياة، عبيدا لا يجيدون غير تحمل الضرب والاهانات ومسح الكراسي والطاولات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram