حازم مبيضينبات في حكم المؤكد أن الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين سيعود إلى الكرملين رئيساً لروسيا, بعد أن قضى أربع سنوات في موقع رئيس الوزراء في حين تبوأ صنيعته السياسية ميدفيديف موقع الرئاسة, والمؤكد حتى اللحظة أن بوتين القادم إلى موقعه السياسي من صفوف المخابرات سيظل الشخص الأول في روسيا الاتحادية لثماني سنوات أخرى سيعمل خلالها على الوصول إلى هدفه في ضمان تنمية مستقرة لبلد يسعى لأخذ دوره في هذا العالم كقوة عظمى,
بعد أن تمكن من انتشالها من الهوة التي كانت بدأت الغوص فيها بعد الحقبة السوفياتية, واستمرت على مدى عشر سنوات كانت خلالها واقعة تحت تأثير الخمر التي يعج بها رأس الرئيس الأسبق بوريس يلتسين.القيصر الجديد واثق من النصر رغم أن بلداناً أجنبية تمول منظمات أهلية في روسيا حتى تؤثر في سير العملية الانتخابية, كما يقول لكنه يعود ليؤكد أن ذلك لا طائل منه والمال ضائع, وعلى جميع الأجانب الإدراك أن روسيا بلد ديمقراطي وشريك يوثق به ويمكن الاتفاق معه بل يتعين الاتفاق معه، ولكن لا يتعين الإملاء عليه من الخارج, وهو حين يتصرف بهذا الشكل فانه يعتمد شعبية كبيرة بين الروس الذين أعاد اليهم ثقتهم بأنفسهم وببلدهم الذي كان على شفا الانهيار, وهو يثق بنظرة أنصاره لشخصه ولايلتفت إلى خصومه الذين يعتبرونه نسخة مكررة من الزعماء الاستبداديين ويشبهونه بستالين, وهو أيضاً يعتمد على أنماط الحكم التي أرساها كالاحتفاظ بقوات أمن تتمتع بنفوذ هائل وحكم مركزي شبيه بما كان سائداً في الحقبة السوفييتية.كان بوتين الرئيس الاول في حقبة ما بعد الاتحاد السوفيتي الديمقراطية الذي يصل لموقعه بالانتخاب وليس على ظهر دبابة, وإن كان البعض يرى في خلفيته الاستخبارية دبابة أقوى حملته إلى الكرملين ليعلن من هناك بحزم شديد الوضوح أن روسيا الجديدة لن تشهد فراغاً في السلطة, ويحذر بحزم أكبر من أن أية محاولات للخروج على القانون ستجهض بحسم, مع ضمان حماية حرية التعبير والمعتقد والصحافة, لكن جملته الأخيرة ظلت بلا معنى وغير قابلة للصرف, وهو حتى حين خرج من الكرملين إلى موقع رئيس الوزراء لم يتوار عن الأنظار, وإنما على العكس عمل على إبراز قدراته بشكل أبقى ميدفيديف في الزاوية المظلمة من السلطة وبينه على أنه ليس أكثر من تابع برغم موقعه الرئاسي.الحياة مخاطرة, جملة رد بها على من سأله عن رحلة صيد بحرية خطيرة كان عائداً منها للتو, وإذا كان بوتين يستهون المخاطرة في حياته الشخصية فإنه يسحب ذلك على سياسات بلده, وهو غالباً ما يلجأ إلى سياسة حافة الهاوية, مع مقدرة كاملة على التراجع في اللحظة الأخيرة إن اكتشف أن مصلحة بلاده تفرض عليه ذلك, وتلك صفة مهمة جداً يتحلى بها كرجل دولة, قادر على الإمساك بزمام الأمور بغض النظر عن موقعه, فهو يدرك أنه الرجل الأول, وأنه سيظل كذلك, وفي اليقين أن غالبية الروس يعون هذه الحقيقة, وإذا كان أبناء القوميات المختلفة في روسيا الاتحادية يقبلونها, فان المؤكد أن كثيرين من الأشخاص في العالم يتخوفون من بوتين, خصوصاً وأنه يتدخل, باعتبار أنه رئيس دولة عظمى, في الكثير من الأزمات التي تضرب دول العالم, وهم يرون أن تدخلاته لا تستهدف خير تلك الشعوب بقدر ما هي تلبية لمصالح روسيا وطموحات بوتين الشخصية.
في الحدث: بوتين مجدداً إلى الواجهة
نشر في: 3 مارس, 2012: 09:54 م